اجتمع وزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس، "لاستخلاص العبر" من الاعتداءات الأخيرة، ودعوا إلى تسريع تبني "أدوات مشتركة لمكافحة الإرهاب" ومشاركة أفضل للمعلومات الاستخبارية.
وقال وزير الداخلية الألماني، توماس دو ميزيير، "علينا استخلاص العبر" من الاعتداءات، مطالباً "بتحسين تبادل المعلومات في أوروبا" بين أجهزة الاستخبارات. كما أكد نظيره الفرنسي، برنار كازنوف، "ضرورة المراجعة المنهجية (لنظام شنغن للمعلومات) وتزويده بشكل متجانس من كل دول الاتحاد الأوروبي، وهذا لا يجري حالياً".
وطالب الوزيران بالإسراع في تبني البرلمان الأوروبي أداة أخرى لمشاركة البيانات، هي سجل أسماء الركاب الذي أصبح عاملاً أساسياً في "مكافحة الإرهاب". وكان يفترض بالنواب الأوروبيين إقرار هذا السجل لبيانات المسافرين جواً خلال الشهر الجاري، علماً بأنه موضع نقاش منذ سنوات. لكن التصويت أرجئ نظراً إلى سعي كتل برلمانية الى إقراره، بالتزامن مع نص حول حماية البيانات الشخصية.
من جهة أخرى، دعا المفوض الأوروبي لشؤون الإرهاب، ديمتريس أفراموبولوس، دول الاتحاد إلى "الانتقال من القول إلى الفعل"، وخصوصاً عبر تسريع تبني إجراءات لتشديد ضبط الحدود الخارجية للاتحاد، تطبق كذلك على مواطني دول فضاء شنغن.
وعقد الاجتماع على بعد مئات الأمتار من المحطة "المترو" التي استهدفتها إحدى الهجمات، بهدف إبداء تضامن الدول الأعضاء مع بلجيكا، إضافة الى "تحسين سبل التعاون الأوروبي ضد الإرهاب".
من جهة أخرى، أقرّت بلجيكا بوجود "أخطاء" في مكافحة الإرهاب، لكنها رفضت استقالة وزيرين في اليوم الثالث من الحداد الوطني على ضحايا الاعتداءات، مع خفض مستوى الإنذار بتهديد إرهابي الى الدرجة الثالثة.
ووعد رئيس الحكومة البلجيكية، شارل ميشال، بكشف تفاصيل الاعتداءات وسط اتهامات بالتقصير في مراقبة أحد الانتحاريين تحدث عنها وزير الداخلية، جان جامبون، ووزير العدل، كوين جينس، اللذين رفض عرضهما بالاستقالة.
وقال ميشال بعد الاعتداءات التي أوقعت 31 قتيلاً ونحو 300 جريح إن "الحكومة والسلطات المعنية ستقوم حتماً بكل شيء من أجل الكشف عن تفاصيل الاعتداءات". وأضاف أنه "لا يمكن أن يفلت أحد من العقاب".
تزامناً، أعلن مركز إدارة الأزمة في بلجيكا، أمس، أن السلطات خفضت مستوى التأهب الأمني درجة واحدة من الحد الأقصى له، وهو أربع درجات. ويضم المركز وزراء بارزين، فيما لم يذكر مسؤولون في الشرطة ووزارة العدل ما يعنيه ذلك بالنسبة إلى الإجراءات الأمنية.
في غضون ذلك، رأى وزير الدفاع الأميركي، اشتون كارتر، في مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية "سي ان ان"، أن اعتداءات بروكسل جاءت لتذكر الأوروبيين بأن عليهم أن "يضاعفوا جهودهم في الحرب ضد داعش".
وقال في هذه المقابلة التي سجلت أول من أمس، "أعتقد أنّ اعتداءات بروكسل جاءت أيضاً لتذكر أكثر الأوروبيين بأنهم... بحاجة إلى تسريع جهودهم ضد تنظيم (داعش)" في العراق وسوريا، كما فعلت الولايات المتحدة بهذا الخصوص. واعتبر أنه "تذكير... لكل الذين يعربون في أوروبا عن شكهم" في الحاجة الى تكثيف الجهود.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)