لم يكتف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، برسالة التعزية التي وجهها قبل أيام بعد مقتل عدد من الإسرائيليين في تفجير إسطنبول، بل حرص على اختيار أكثر المواقف والمفردات تعبيرا عن الإرادة التركية للتعاون والتنسيق مع إسرائيل في القضايا الإقليمية.
ضمن هذا الإطار، شدد أردوغان، خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، على عزمه على «التعاون من أجل مكافحة الإرهاب».
«يوجد مستوى عال من حسن النيات التركية في أعقاب التفجير»

ويرى مراقبون إسرائيليون أن المحادثة بين الطرفين «نادرة»، وتعكس «إرادة راسخة لدى الرئيس التركي لإعادة العلاقات مع تل أبيب»، وقد تكون مؤشرا وتمهيدا لإتمام المصالحة بين الطرفين، مع الإشارة إلى أن العلاقة بين تركيا وإسرائيل، متوترة منذ أحداث سفينة «مرمرة» عام 2010.
أردوغان أكد خلال المحادثة حزنه «العميق» الذي أصابه بعدما سمع عن مقتل ثلاثة مواطنين إسرائيليين في الاعتداء. وفي محاولة للتعبير عن حرصه على حياة الإسرائيليين وأمنهم، شدد لنظيره الإسرائيلي على أنه «أمر السلطات ببذل قصارى الجهود لتقديم العون اللازم». وتابع القول: «يجب علينا أن نتحد في وجه الإرهاب، إلى جانب المجتمع الدولي، وأن نتخذ موقفا واضحا وحازما أمامه». مضيفا: «علينا أن نعزز التعاون بيننا في مواجهة الإرهاب».
في المقابل، أعرب ريفلين عن شكره للمساعدة التي قدمها الأتراك في نقل ضحايا الاعتداء إلى إسرائيل، وأضاف: «الدم نفس الدم، أكان في إسطنبول أو في بروكسل، أو في باريس أو في القدس».
ووفق بيان صادر عن ديوان الرئاسة الإسرائيلية، كما ذكرت صحيفة «هآرتس»، فإن ريفلين بادر إلى المكالمة مع أردوغان بعد تنسيق مسبق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأضافت الصحيفة أن المكالمة استمرت نحو ست دقائق، وتركزت على «الهجمات الإرهابية على تركيا» فقط، دون التطرق إلى «المفاوضات بين إسرائيل وتركيا حول اتفاقية المصالحة».
تجدر الإشارة إلى أن الحديث عن محادثة هي الأولى من نوعها بين الرئيس التركي ومسؤول إسرائيلي منذ آذار 2013، حينما تحدث نتنياهو مع أردوغان، وقدم الاعتذار عن مقتل المواطنين الأتراك في هجوم البحرية الإسرائيلية الدموي على سفينة مرمرة في أيار 2010.
وكان المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، قد التقى في أنقرة الأحد الماضي، نائب وزير الخارجية التركي، فريدون سينيرلولو، الذي يرأس الطاقم التركي لمفاوضات المصالحة بين الجانبين.
ووفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، قال غولد إنه «من الواضح أن الأتراك ساروا قدما إلى أبعد من التنسيق مع إسرائيل». وأضاف: «يوجد مستوى عال من حسن النيات التركية في أعقاب التفجير (في إسطنبول)، وما يبعث على الدهشة هو تفاني جميع المعنيين (الأتراك) هناك... آمل أن يكون للمشاعر المعبر عنها أثر إيجابيّ في محادثات المصالحة».
(الأخبار)