قبل عشرة أيام على توجّه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السعودية، سعى برنامج «60 دقيقة» التلفزيوني إلى اكتشاف فحوى الصفحات الـ28 من تقرير للكونغرس التي تتضمن الحديث عن دعم سعودي لمنفذي هجمات 11 أيلول 2001، في محاولة منه لدفع الحكومة إلى نشر هذه الصفحات.موقع «ديلي بيست» ألقى الضوء على هذه «المحاولة»، معتبراً أن الغموض لا يزال يكتنف الأسباب التي تدفع إدارة الرئيس أوباما إلى إبقاء السرية على الصفحات، التي تشكل جزءاً أساسياً من تقرير صادر عن الكونغرس، منذ عام 2003، ويوثق الدعم السعودي لخاطفي الطائرة.
وطالما طالب كتّاب هذا التقرير ــ التابعين للحزبين الجمهوري والديموقراطي ــ بنشره، فيما وعد أوباما أهالي الضحايا، في مناسبتين مختلفتين في خلال العام الماضي، بأنه سيكشف عن فحوى الصفحات. أما الآن، فتتصاعد الضغوط عليه من أجل الوفاء بوعده، ذلك أن هؤلاء الكتاب يعتبرون أنه لم يعد هناك سبب من أجل حماية السعودية بعد 15 عاماً على الهجمات. وفي السياق، يرى أشخاص من داخل الحكومة أن الكشف عن هذه الصفحات سيُسهم في تعكير علاقة استراتيجية، في وقت تعاني فيه من توتّرات أصلاً.
وفي هذا الإطار، ارتأى برنامج «60 دقيقة» استغلال زيارة أوباما المرتقبة للسعودية من أجل إعادة فتح هذا الملف، «خصوصاً أن هذه الرحلة تأتي في الوقت الذي تقوم فيه إدارته بمراجعة ما إذا كان يجب أن تكشف فحوى الصفحات».
ونقل البرنامج عن السيناتور السابق عن ولاية فلوريدا بوب غراهام (ترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ وكان رئيساً مساعداً للجنة المشتركة التي كانت مهمتها النظر في حيثيات الهجمات) قوله «أظن أنّ من غير المحتمل أن يقوم 19 شخصاً، ممن لم يتحدثوا الإنكليزية، ولم يزوروا الولايات المتحدة سابقاً، بهذا النوع من المهمّات المعقدة من دون دعم من داخل الولايات المتحدة».
وفي إطار النقاش بين مراسل البرنامج وغراهام، رأى الأخير أنّ من الممكن أن «تكون الحكومة والجمعيات الخيرية وأغنياء السعودية» وراء هذه الهجمات.
وفيما يشير تقرير «ديلي بيست» إلى أن هناك سطراً في هذه الصفحات يعمد إلى تبرئة الحكومة السعودية من المسؤولية، إلا أن السيناتور السابق بوب كيري، وهو عضو في «لجنة 11 أيلول»، قال إنه ليس هناك تبرئة.
من جهته، يشير عضو الكونغرس الديموقراطي السابق تيم رومير، الذي كان عضواً في اللجنة، إلى أن الصفحات الـ28 تتضمن معلومات «ستفاجئ الناس، بما في ذلك خيوط لم يجرِ تعقّبها كما يجب». وفي هذا السياق، يذكر رومير «الإمام» أنور العولقي الذي قتل بعد سنوات، بغارة من طائرة أميركية من دون طيار في اليمن. ويقول معقباً على ذلك إن «هناك الكثير من المصادفات». ويتساءل: «هل هذا كافٍ لجعلك تتشنّج وتشعر بعدم الراحة، والسعي إلى الحصول على المزيد ــ وأيضاً الكشف عن هذه الصفحات؟»، مجيباً بالقول: «طبعاً».
وزير البحرية في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان، جون ليهمان، الذي عمل أيضاً في لجنة 11 أيلول، قال لبرنامج «60 دقيقة»: «ليس هناك شكوك في أن عدداً من المسؤولين الكبار في السعودية كانوا على علم بتقديم مساعدة للقاعدة»، ولكنه أعرب عن اعتقاده بأن «الأمر لم يكن ناتجاً من سياسة رسمية».
مع ذلك، أشار ليهمان إلى أنه «ليس مصادفة أن يكون 15 من 19 مهاجماً من السعودية»، مضيفاً أنهم «ذهبوا كلهم إلى مدارس سعودية، تعلموا منذ اليوم الأول عن الجناح المتشدد في الإسلام»، في إشارة إلى الوهابية.