أشاد الرئيس الكوبي، راوول كاسترو، أمس، إثر لقائه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في هافانا، بالجهود التي يبذلها الأخير بهدف رفع الحظر المفروض على بلاده منذ عام 1962، فيما أشاد أوباما بما عدّه "يوماً جديداً" في العلاقات الثنائية.
وفيما كان الرئيس الأميركي يواصل زيارته، كان لافتاً تعبير الناشط الكوبي، كاميلو غيفارا (ابن تشي غيفارا)، في حديث لـ"ذا غارديان" البريطانية، عن ارتيابه من زيارة أوباما. وقال إن "الولايات المتحدة إمبراطورية، ومن طبيعتها أن تغدر بك بحسب مصالحها... لكن فلننتظر". وفي الوقت نفسه، رأى أن "باستطاعة أوباما تقديم المساعدة في بعض الأمور"، مضيفاً: "في كل الأحوال، إنّ العلاقات الكوبية ـ الأميركية لا يمكنها أن تسوء أكثر مما كانت عليه" سابقاً، وذلك إذا أوقف الرئيس المقبل المحادثات.
وقال راوول كاسترو، في مؤتمر صحافي مشترك: "نحن ممتنون لموقف الرئيس أوباما وحكومته، ودعواتهما المتكررة للكونغرس من أجل رفع الحظر"، لافتاً إلى أن الإجراءات الأخيرة (لتخفيف الحظر) إيجابية، لكنّها غير كافية". ورأى أن على البلدين "قبول واحترام الخلافات (بينهما)، وألّا يجعلا منها محور العلاقات"، داعياً إلى "تعزيز الصلات التي تعطي الأولوية لمصلحة البلدين والشعبين".
كاميلو غيفارا: الولايات المتحدة إمبراطورية، ومن طبيعتها الغدر

من جهة أخرى، أشاد أوباما بما عدّه "يوماً جديداً" في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، منوّهاً أيضاً بـ"روح الانفتاح" لدى نظيره الكوبي. كذلك أكد أن "مستقبل كوبا سيقرره الكوبيون"، مشدّداً في الوقت نفسه على أن بلاده "ستواصل اتخاذ مواقف في قضايا حقوق الإنسان والحريات الفردية".
وفي الجواب عن سؤالٍ عمّا إن كانت واشنطن سترفع العقوبات الاقتصادية عن كوبا خلال ولايته، قال أوباما إنّها "ستُرفع، لست متأكداً متى، لكنّها سترفع"، منبّهاً إلى أن القرار يحتاج "تصويت أغلب أعضاء الكونغرس، وأكثر من أغلب الأصوات في مجلس الشيوخ". وأضاف أنه "لم يعد مخالفاً للقانون أن تستثمر شركات أميركية في بناء بنى تحتية في كوبا للإنترنت والاتصالات. إذا رأينا هذه الاتفاقات تتم، فسيؤدي ذلك إلى استثمارات أكثر، وسيتزايد الاستيراد والتصدير بين البلدين... ومن شأن ذلك منطقياً أن يؤدي إلى إنهاء العقوبات الاقتصادية".
وتطرّق أوباما إلى مسألة "حقوق الإنسان"، منوّهاً إلى أن أحد الأسباب التي أدّت إلى فرض أميركا عقوبات على كوبا كانت نتيجةً لما عدّه الأميركيون انتهاكات لحقوق الإنسان. وقال إنه "بينما أختلف مع كوبا في مسألة حقوق الإنسان، أرى أنه لا يمكننا فرض التغيير، بل عليه أن يأتي من الداخل. وأؤمن بأن ذلك يحدث عبر التواصل، لأن العقوبات لم تأت بفائدة".
وردّ كاسترو على إثارة مسألة حقوق الإنسان بنحو مستمر، متسائلاً: "هل تعلمون كم دولة في العالم تلتزم جميع حقوق الإنسان؟ ولا واحدة. كوبا تلتزم 47، غيرها يلتزم أكثر من ذلك، وآخرون أقل". وأضاف أنه "يجب ألّا يسيّس موضوع حقوق الإنسان". وذكّر كاسترو بأن الجميع في كوبا يحظى بحق التعليم والعناية الصحيّة، وأن كوبا "تعدّ هذه الحقوق جوهرية". ورفض سؤالاً عن معتقلين سياسيين، قائلاً: "لا تسألوني عن المعتقلين السياسيين بشكل عام، أعطوني أسماءً، وإذا كانوا معتقلين لدينا فسنخرجهم الليلة".
ورافق أوباما وفدٌ يعدُّ من أكبر الوفود الرئاسية في التاريخ الحديث، وفق صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، إذ تضمّن نحو 1200 شخص، بينهم أعضاء في الكونغرس، وأصحاب أعمال، واستخباراتيين، ومحللين لوجستيين وصحافيين. فيما أشارت وسائل إعلام كوبية إلى أن من المتوقّع أن يناقش "الحزب الشيوعي الكوبي" الحاكم، خلال اجتماعه المفتوح، الشهر المقبل، تغييرات اقتصادية محتملة، واحتمال القيام باستفتاء عام حول تغييرات دستورية.
(الأخبار، أ ف ب)