«طالبان» تهاجم مطار قندهار... وكابول وإسلام آباد تعززان العلاقات الثنائية

  • 0
  • ض
  • ض

أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، أمس، أن حصيلة ضحايا الهجوم المسلح على مطار قندهار، جنوبي البلاد، في الأوّل من أمس، وصل إلى 46 شخصاً، بينهم 37 عنصراً أمنياً ومدنياً، إضافةً إلى 9 من مقاتلي حركة «طالبان». وأُصيب في الهجوم، أيضاً، 34 آخرون وآخر من «طالبان». ورجّحت تقارير إعلامية ارتفاع عدد القتلى، نظراً إلى سوء حالة المصابين، بينهم نساء وأطفال. في المقابل، تبنّت «طالبان» الهجوم على مبنى المطار، مستهدفةً وحدات سكنية وقاعدة عسكرية مشتركة للقوات الأفغانية وقوات «حلف شمال الأطلسي»، ما أدّى إلى اندلاع اشتباكات مع الجيش. وأعلنت الحركة أنها قتلت أكثر من 80 جندياً في العملية، بحسب بيانها. وتتزامن عملية «طالبان» مع المؤتمر الوزاري الخامس لمجموعة «قلب آسيا ـ عملية إسطنبول» في العاصمة الباكستانية، إسلام آباد، ويهدف إلى تسريع عملية تعزيز السلام في أفغانستان، بمشاركة 14 وفداً دولياً، بينهم أفغانستان والهند وإيران وتركيا، و12 منظمة دولية وإقليمية. وأكّد رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، التزامه «عملية مصالحة أفغانية تقودها أفغانستان»، في إشارة إلى المحادثات بين الحكومة الأفغانية و«طالبان»، التي تستضيفها باكستان. ودعا شريف، في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر، إلى انتهاج «نهج جماعي للتصدي لتهديد التطرف والإرهاب»، مثنياً على «العلاقات التي تربط باكستان بأفغانستان والقواسم التاريخية والثقافية والدينية المشتركة». بدوره، رأى الرئيس الأفغاني، أشرف غني، أن «الإرهاب مشكلة مشتركة بين باكستان وأفغانستان»، مشيداً بـ«الدور الباكستاني في مكافحة التنظيمات الإرهابية». وأشار، في كلمة ألقاها في المؤتمر، إلى أنّ «العمليات العسكرية التي تقوم بها باكستان، أدّت إلى انتقال نشاط المجموعات الإرهابية إلى الأراضي الأفغانية، ولو بنحو غير مقصود». وأكّد الرئيس الأفغاني أن «قضية الفساد، تُعدّ من أهم المشاكل التي تعاني منها بلاده، وأنّ مكافحته تأتي على رأس قائمة أهداف حكومته»، آملاً أن تتكاتف «الدول الإقليمية مع أفغانستان بهذا الخصوص». وأضاف أن «الأعداء حاولوا تقسيم أفغانستان، لكنهم فشلوا»، محمّلاً «جماعات إرهابية إقليمية ودولية» مسؤولية أعمال العنف في بلاده. وفي السياق، طالب نائب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، باكستان بـ«استخدام نفوذها داخل حركة طالبان الأفغانية للدفع في سبيل مصالحة أفغانية». ويتناول المؤتمر، الذي انطلق الثلاثاء وانتهى أمس، تطوير التعاون المشترك ضد التهديدات الأمنية، وتعزيز الروابط في منطقة «قلب آسيا». أما «عملية إسطنبول»، التي انطلقت عام 2011 بمبادرة من تركيا، فتهدف إلى تشجيع التعاون الإقليمي عبر إشراك بلدان ومنظمات مختلفة في التعاون من أجل أفغانستان، كي يسودها السلم والاستقرار، والتقدم والتنمية على المدى الطويل. أما وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، فقد أسِفَ لـ«استغلال بعض الدول التطرف والإرهاب لتحقيق أهدافٍ قصيرة الأمد»، محذّراً، في الوقت نفسه، من «ظهور عوامل جديدة لزعزعة الاستقرار في أفغانستان واحتمال استغلال داعش للانشقاقات داخل طالبان». وأشار ظريف إلى «تزايد هجمات الإرهابيين في الآونة الأخيرة، يزعزع الأمن في البلاد، خصوصاً بعد ظهور الإرهابيين في مناطق شمال أفغانستان، المستقرة نسبياً». وشدّد على أن «التطرف والإرهاب والمخدرات تشكّل تحديات وأخطاراً كبيرة تهدد أفغانستان والمنطقة والعالم برمته»، معرباً عن أسفه لـ«توسّع نفوذ الجماعات الإرهابية والمتطرفة». من جهته، أوضح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن «التطرف والإرهاب وتجارة المخدرات تشكّل مصادر تهديد مشترك لبلدان المنطقة»، مؤكداً «ضرورة التحرك بشكل جماعي لمكافحتها». وأعرب جاوش أوغلو عن رضاه على المراحل التي حققتها حتى الآن «عملية إسطنبول». وأضاف أن «أفغانستان حققت تطوراً في العديد من المجالات خلال الـ 14 عاماً الأخيرة، أجرت خلالها الحكومة العديد من الإصلاحات، أهمها النظام الإنتخابي». وأكد جاويش أوغلو أن «بلاده ستواصل دعمها لأفغانستان، ما اقتضت الحاجة، وأنها ستستمر بالإسهام في العلاقات الباكستانية ـ الأفغانية». كذلك أعلنت «طالبان»، أمس، سيطرتها على بلدة هانشين، التابعة لولاية هلمند، جنوبي البلاد. من جهته، رفض المتحدث الحكومي باسم ولاية هلمند، عمر زواك، الإدلاء بأية معلومات عن الوضع في البلدة، إلا أنه أشار إلى استمرار الاشتباكات بين قوات الأمن وعناصر «طالبان»، بالقرب من مركز البلدة، وأن الوضع «حساس». وعلى صعيد «الاقتتال الجهادي»، بين «طالبان» و«داعش»، أعلنت السلطات الأفغانية، مقتل 16 مسلحاً من «داعش» و«طالبان»، جراء الاشتباكات الدائرة بينهما منذ يومين، في ولاية نانغرهار، شرقي أفغانستان. ونقلت وكالة «الأناضول» عن المتحدث باسم الولاية، عطا الله خوغياني، «أن مناطق مختلفة من قضاء تشبارهار، في الولاية، تشهد منذ اليومين الماضيين، اشتباكات عنيفة بين طالبان وداعش، وأدت حتى الآن إلى مقتل 11 عنصراً من طالبان، و5 من داعش». (أ ف ب، الأناضول، رويترز)

0 تعليق

التعليقات