عززت المرشحة الديموقراطية، هيلاري كلينتون، مواقعها في السباق إلى البيت الأبيض، وذلك بفوزها على منافسها الديموقراطي، بيرني ساندرز، في ولاية كارولاينا الجنوبية. ويأتي النصر الانتخابي لكلينتون قبل 3 أيام من «الثلاثاء الكبير»، المحطة الأبرز في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية، بينما تستمر الهجمات بين المرشحين في معسكر الجمهوريين، وتطال بشكل خاص الملياردير دونالد ترامب، الذي يريد منافسوه وقف تقدمه قبل أن يفوت الأوان.
وأعلنت محطات التلفزة الأميركية فوز كلينتون مباشرة بعد إغلاق صناديق الاقتراع في كارولاينا الجنوبية، حيث غالبية الناخبين من السود، وهي كتلة تساند منذ عقود كلينتون وزوجها، الرئيس الأسبق، بيل كلينتون. وبذلك، حققت كلينتون أول من أمس، بعد 4 أسابيع من بدء الانتخابات التمهيدية الأميركية، أول انتصار حاسم في حملتها، وذلك بعدما كانت قد فازت بفارق ضئيل في ولاية أيوا، وخسارتها أمام ساندرز في نيوهامشر، ثم فوزها بفارق 5 نقاط في نيفادا. وكارولاينا الجنوبية هي أول ولاية جنوبية تصوّت في عملية اختيار المرشح الديموقراطي، قبل أن يتسع السباق يوم غد ليشمل 11 عملية اقتراع في مختلف أنحاء البلاد.
فازت كلينتون بأصوات الأميركيين من أصول أفريقية

وصوّبت كلينتون في كلمتها على ترامب، الذي بات يُعتبر المرشّح الرئاسي الأوفر حظاً من الجمهوريين، قائلة، «رغم كل ما تسمعونه، لسنا بحاجة لكي نعيد لأميركا عظمتها (كما في الشعار الانتخابي لحملة ترامب). إن عظمة أميركا لم تتراجع أبداً... لكننا يجب أن نعيد توحيد أميركا»، في إشارة إلى خطاب ترامب التحريضي، وخصوصاً ضد المسلمين والمهاجرين.
وأظهرت نتائج الانتخابات في كارولاينا الجنوبية نيل كلينتون 74.5% من الأصوات، مقابل 28% لساندرز، الذي أقر بهزيمته، معتبراً أن الدعم الكبير لكلينتون من الأميركيين المتحدرين من أصول أفريقية أظهر ضعفاً في حملته. وأظهرت استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع أن الأميركيين المتحدرين من أصول أفريقية، والذين يشكلون 61% من القاعدة الناخبة للديموقراطيين في الانتخابات التمهيدية، على المستوى الوطني، صوتوا لكلينتون بنسبة عالية جداً، بلغت 86%، وهي نسبة أعلى من تلك التي نالها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قبل ثماني سنوات.
من جانبه، اعتبر ساندرز، بعد صدور النتائج، أن حملته مستمرة بالزخم نفسه، قائلاً إنها «لا تزال في بدايتها»؛ وفي خطاب ألقاه في ولاية مينيسوتا، تجاهل خسارته في كارولاينا الجنوبية، مشدداً في المقابل على مواضيع حملته الانتخابية، والتي يقدّم نفسه فيها على أنه ديموقراطي اشتراكي يعتزم القيام بـ«ثورة سياسية» في البلاد.
وفي معسكر الجمهوريين، احتدمت الحملة الانتخابية، مع تبادل الهجمات بين ترامب ومنافسه، ماركو روبيو، الذي قال عن غريمه، «أريد أن أنقذ الحزب (الجمهوري) من هذا المحتال»، ليرد الأخير، ناعتاً روبيو بالسياسي «الضعيف» و«الكاذب». وقال منافس جمهوري آخر لترامب، السيناتور تيد كروز، إن بيانات ضرائب ترامب، والذي لا يزال يرفض كشفها، قد تكشف تعامله المحتمل مع المافيا. وأشار كروز إلى «تقارير إعلامية عدة (تحدثت عن) تعامل دونالد ترامب مع المافيا، وربما تكشف بيانات ضرائبه أن هذه الصفقات كانت أكبر مما جرى الحديث عنه». وكان ترامب قد قال إنه لن يكشف بيانات ضرائبه لأن مصلحة ضريبة الدخل تدقق بها.

( الأخبار، أ ف ب)