بعد مرور أكثر من شهر على عدم حدوث أي خرق في حلّ الأزمة بين السعودية وإيران، أعرب المسؤول في وزارة الخارجية الروسية زمير کابولوف عن رغبة بلاده في تحسن العلاقات بين هذين البلدين، من منطلق تأثير الخلاف بينهما على أسعار النفط العالمية. وبالتزامن مع زيارة وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان لموسكو، أعلن كابولوف أن روسيا ستبدأ بتسليم أنظمة "إس ــ 300" الصاروخية ل‍إيران "في أقرب وقت"، لافتاً إلى أن طهران عبّرت عن رغبتها في شراء أنظمة "إس ــ 400" الأکثر تقدماً، لكن لا تجري حالياً مفاوضات في هذا الخصوص.
وفي إطار المساعي لحلّ الأزمة بين السعودية وإيران، قال كابولوف إن "إزالة التوتر بين السعودية وإيران في غاية الأهمية، نظراً إلى الظروف الحساسة الراهنة، في ظل الضرورة لحل الأزمة المحدقة بأسعار النفط عبر التعاون السعودي الإيراني". وأضاف أن "جميع الدول النفطية الكبری تحتاج إلی أسواق مستقرة وعودة مؤشر أسعار النفط إلی وضعه الطبيعي"، مؤكداً أن "السعودية وإيران ــ التي تسعی لدخول الأسواق النفطية العالمية من جديد ــ يضطلعان بدور مهم جداً في هذه المعادلة".
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري أن العلاقات بين إيران والدول الخليجية "قائمة علی الودّ والصداقة والتعاون الوثيق بين الحكومات والشعوب". وفي مؤتمره الصحافي الأسبوعي، قال إن "تعزيز التعاون مع دول الجوار، بما فيها دول الخليج، يعدّ من مبادئ إيران الثابتة". ورأى أن "ما طرأ، أخيراً، علی هذه العلاقات کان نتيجة محاولات بعض دول المنطقة لفرض سياساتها الأحادية علی المسار الطبيعي لتعزيز التعاون بين إيران ودول الجوار". إلا أنه أشار إلى أن "معظم دول المنطقة لم تندفع وراء هذه السياسات انطلاقاً من مصالحها في العلاقات مع إيران".
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نية بلاده تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب. وقال ظريف، عقب وصوله إلی بروکسل، حيث التقى رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، إن المباحثات علی مستوی المساعدين في الاتحاد الأوروبي قد بدأت، مضيفاً أن هذه المباحثات ستستمر علی مستوی الوزراء، بحضور اللجان المختلفة للاتحاد الأوروبي، خلال الزيارة المقبلة لمنسّقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فدريكا موغيريني، لإيران.