في لقاء هو الأول منذ قرابة ألف عام، بين رأسَي الكنيسة الكاثوليكية وأكبر الكنائس الأرثوذكسية، اجتمع البابا فرنسيس، وبطريرك موسكو وعموم روسيا للأرثوذكس، كيريل، في صالون صغير في مطار العاصمة الكوبية.
وفي إعلان مشترك وقّعاه في هافانا أول من أمس، أعرب الرجلان عن أسفهما «لفقدان الوحدة» بين المسيحيين، و«للجروح التي تسببت بها نزاعات جرت (بين المسيحيين) في الماضي البعيد أو القريب». وقالا في إعلانهما: «ندرك أنه لا تزال هناك عوائق عديدة يتعين تجاوزها. نأمل أن يساهم لقاؤنا في استعادة هذه الوحدة التي يريدها الله»، آملين «أن يسهم لقاؤنا في المصالحة، حيث هناك توتر بين الكاثوليك والأرثوذكس»؛ وذلك في ظل عودة الحديث عن دور الكنيسة الكاثوليكية، والبابا يوحنا بولس الثاني تحديداً، في الإسهام في زعزعة استقرار الاتحاد السوفياتي السابق تحت ستار نشر الكاثوليكية في أوكرانيا خاصة.
واعتبر رأسَا الكنيستين أن أولويتهما هي «مناطق العالم، حيث يعاني المسيحيون من الاضطهاد، في العديد من بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية»، متناولَين «النزوح الكثيف للمسيحيين من الأرض التي بدأ ينتشر منها إيماننا»، في سوريا والعراق خاصة، كما دعوَا «المجتمع الدولي إلى القيام بخطوات عاجلة من أجل منع استمرار إخراج المسيحيين من الشرق الأوسط»، وأيضاً إلى العمل المشترك على «محاربة الإرهاب».
وحول أوروبا، أعرب الرجلان عن قلقهما من «تقييد حقوق المسيحيين حالياً، أو حتى تمييزهم، عندما تسعى بعض القوى السياسية، مدفوعة بعقيدة دنيوية غالباً ما تكون عدوانية، إلى دفعهم إلى هامش الحياة العامة»، مؤكدين اقتناعهما بأنه «يجب على أوروبا أن تبقى وفية لجذورها المسيحية، مع البقاء منفتحة أيضاً على مساهمة الديانات الأخرى في حضارتنا».
وأسف الاثنان «للمواجهة في أوكرانيا، التي حصدت العديد من الأرواح البشرية وتسببت بجراح لا تحصى لسكان آمنين ووضعت المجتمع في أزمة اقتصادية وإنسانية خطيرة»، مناشدَين «أطراف النزاع كافة توخي الحذر والتضامن الاجتماعي والعمل من أجل السلام».
وقال الزعيمان الروحيان إنه لا يمكن للعالم «أن يبقى لامبالياً حيال مصير ملايين المهاجرين واللاجئين الذين يقرعون أبواب البلدان الغنية»، مبديَين تعاطفهما مع مَن «يعيشون في ظروف عوز وفقر فائق، فيما تتزايد في الوقت نفسه الثروات المادية للبشرية».
كما أعرب كلاهما عن القلق حول «أزمة العائلة» في بلدان عديدة، آسفَين لـ«وضع أشكال أخرى للتعايش في المستوى نفسه لهذا الاتحاد»؛ وأبديا معارضتهما للإجهاض والقتل الرحيم، وقلقهما حول الهندسة الجينية التي تعبث، في رأيهما، بما «خلقه الله على صورته».
(الأخبار، أ ف ب، سبوتنيك)