في خطوة أكدت فيها عزمها على تطوير برنامجها الصاروخي ــ الفضائي، أطلقت كوريا الشمالية أمس صاروخاً بالستياً، قالت إن مداه يبلغ 10 آلاف كيلومتر (قادر على الوصول إلى الولايات المتحدة)، ليضع قمر الرصد «كوان ميون سون ــ 4» في مداره فوق الأرض. وكانت بيونغ يانغ قد أبلغت المنظمة البحرية الدولية نيتها تعديل موعد إطلاق الصاروخ من يوم لم تحدده بين 8 و25 شباط الجاري، إلى يوم لم تحدده أيضاً بين 7 و14 من الشهر نفسه، بعدما كانت اليابان قد هددت بإسقاط الصاروخ.
وانعقد مجلس الأمن بعد إطلاق الصاروخ، بناء على طلب من واشنطن وطوكيو وسيول، ليُصدر بياناً أدان فيه خطوة بيونغ يانغ، وتعهّد «الإسراع بتبني قرار جديد يفرض عقوبات ذات دلالة (على كوريا الشمالية)، رداً على الانتهاكات الخطيرة» لقرارات الأمم المتحدة التي تحظر على بيونغ يانغ القيام بأي نشاط نووي أو بالستي.
وفي تطور خطير، أبلغت أمس كوريا الجنوبية الصين وروسيا قرارها البدء بمباحثات مع الولايات المتحدة حول نشر منظومة «THAAD» الصاروخية الأميركية المضادة للصواريخ، على أراضيها، رداً على «تصاعد التهديدات» الصادرة عن بيونغ يانغ، بحسب سيول. بدورها، حذّرت الناطقة باسم الخارجية الصينية، هوا تشون ـ ينغ، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من تهديد أمن بلادها، بنشرهما المنظومة الصاروخية المذكورة؛ كما حذّرت الدول الأخرى من اتخاذ أي خطوات من شأنها زيادة حدة الصراع في المنطقة. وفي الوقت نفسه، رأت بكين أن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخها يعقّد الوضع في شبه الجزيرة الكورية، و«يرفع بحدة وتيرة الصراعات... وقد تنفجر الحروب حتى».
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن احتجاجها الشديد على إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ، قائلة إن ذلك «أظهر مرة أخرى عدم اهتمام بيونغ يانغ بالدعوات الدولية الموجهة إليها، وتجاهلها قواعد القانون الدولي»، بما يسبب التوتر في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة شمال شرق آسيا عامة. وفي الوقت نفسه، رأى رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي، فلاديمير كومويدوف، في التلويح بنشر مكونات من منظومة «الدرع الصاروخية» الأميركية في كوريا الجنوبية، تهديداً لأمن بلاده، معلناً أن البحث عن تسوية للوضع في كوريا يستوجب تجنب الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى مجابهة مسلحة واسعة في المنطقة، مشيراً إلى ضرورة التفكير ملياً قبل تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، مقترحاً فرض الرقابة على الأخيرة عبر ضمها إلى «نادي الدول النووية». وقال كومويدوف إنه «يجب كبح جماحهم (في بيونغ يانغ)، لأن موقعنا الجغرافي يجبرنا على العيش بجانب دولة كهذه تملك الصاروخ الباليستي والسلاح النووي».

(الأخبار، أ ف ب، سبوتنيك، إنترفاكس، شينخوا)