لا يزال ملف الهجرة يلقي بظلاله على المشهد السياسي الأميركي، في ظل اتّباع إدارة الرئيس جو بايدن سياسات صارمة للهجرة على الحدود الجنوبية الغربية، ومحاولتها إقرار خطة متمثلة في تكثيف عمليات ترحيل المهاجرين إلى وطنهم قبل وصولهم إلى الولايات المتحدة، عبر دول أخرى. وفي سياق محاولاته خفض أعداد المهاجرين، يقود بايدن تحدّي إطلاق إجراءات جديدة، وإبرام صفقة للسماح بترحيل المهاجرين الآتين من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا إلى المكسيك، مطالباً الدول الأخرى الواقعة على طول طريق المهاجرين إلى الولايات المتحدة، ببذل المزيد من الجهود لإبطاء الهجرة. ويحاول كبار مسؤولي الإدارة الأميركية، على مدى شهور، بحسب مصدر مطّلعة على المناقشات الجارية تحدثت إلى موقع «أكسيوس» الأميركي، إيجاد طريقة للدفع لغواتيمالا لمساعدة حكومتها على ترحيل المزيد من الفنزويليين قبل وصولهم إلى المكسيك أو الولايات المتحدة، في ظل العلاقات الدبلوماسية الفاترة مع فنزويلا.
إلا أن السناتور بوب مينينديز، الرئيس الديموقراطي للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، لا يزال يرفض إعطاء الضوء الأخضر لخطة إدارة بايدن، بحسب ما كشف اليوم موقع «أكسيوس» الأميركي. وفي آذار الماضي، قال مينينديز لشبكة «NBC» بعد تقارير عن أن الإدارة تدرس استئناف احتجاز عائلات المهاجرين: «أخشى أن يصبح الرئيس هو المسؤول الأول عن رفض اللجوء»، فضلاً عن أن السناتور عارض اقتراحاً مشابهاً قدمته رسمياً إدارة دونالد ترامب في عام 2018. وبحسب الموقع، فإن «بايدن محاصر من قبل سناتور من حزبه انتقد نهج الإدارة الصارم للهجرة»، لما لملف الهجرة من «حساسية» من «الناحية السياسية».
وبينما تعتمد الخطة المفترضة على موافقة الكونغرس، والتي تتطلبها معظم التغييرات في كيفية إنفاق الدولارات الفيدرالية، سيكون استخدام المساعدات الخارجية لدعم عمليات الترحيل من دولة أخرى أمراً غير مسبوق في حال أصبح نافذاً في الولايات المتحدة، وفق مصدر مطلّع في مجلس الشيوخ تحدث إلى «أكسيوس» أيضاً.
وليست هذه المرة الأولى التي يواجه خلالها مينينديز إدارة بايدن. فبعدما أرسل بايدن القوات الأميركية إلى الحدود في أيار الماضي، قال مينينديز إن هذه الخطوة «تلبّي هجمات الحزب الجمهوري المعادية للأجانب على نظام اللجوء لدينا».
ومن جهته، أعرب متحدث باسم مجلس الأمن القومي، في تصريح إلى «أكسيوس»، عن اعتقاده بأنه «يجب على جميع البلدان القيام بدورها لفحص الأفراد بسرعة وإجراء عمليات الإعادة إلى الوطن لأولئك الذين ليس لديهم أساس قانوني للبقاء في بلادهم». وأضاف: «تماشياً مع استراتيجيتنا للمشاركة الدبلوماسية والتعاونية في إدارة تحدي الهجرة الإقليمي، نواصل البحث عن طرق لدعم شركائنا في هذا العمل».
وفيما تزعم واشنطن أنها تدعم الفنزويليين من باب الحق في «الديموقراطية»، تقول إن أعدادهم الكبيرة في بعض الأحيان «تطغى على الموارد الحدودية»، برغم «الاحتمالية العالية نسبياً» لحصولهم على حق اللجوء في الولايات المتحدة مقارنة بالجنسيات الأخرى.