لا يزال الساحل الشرقي للولايات المتّحدة يعاني تبعات الحرائق المستمرة في كندا، إذ وصلت نسب تلوث الهواء في بعض المدن الأميركية إلى مستويات غير مسبوقة، ممّا أدى إلى إطلاق تنبيهات حول جودة الهواء، وتحديداً لمن يعانون من مشاكل صحية. وأدى الدخان الضبابي إلى تأخير الرحلات الجوية، وإلغاء المباريات الرياضية والعروض المسرحية، لاسيما في ولاية نيويورك، حيث وصفت حاكمة الولاية، كاثي هوكول، تدهور جودة الهواء بـ«الأزمة الطارئة»، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز».
ووسط ولاية مانهاتن، خيمت الغيوم البرتقالية على المشهد، وحجبت الرؤية في جميع الاتجاهات، كما تم إلغاء بعض الرحلات الجوية. وفي مشهد يذكّر بجائحة «كوفيد-19»، كان ركاب السيارات والمارّة يرتدون الأقنعة، فيما التزم الأطفال منازلهم بعد تعليق الأنشطة وإغلاق بعض المدارس، وسط توجيه السلطات تحذيرات للسكان بعدم الخروج من مساكنهم.



مشاكل صحية
وعقب هذه الكارثة، دعا البيت الأبيض، أمس، الأميركيين الذين يعانون مشاكل صحية إلى اتّخاذ الاحتياطات المناسبة، للوقاية من تلوث للهواء على امتداد الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيار: «نشجّع الجميع في المناطق المتضررة على التنبّه للظروف المحليّة. احرصوا على التأكد من أن جيرانكم وأصدقاءكم وعائلتكم بخير»، معتبرةً أنّ ما حدث هو «مثال مقلق على الطرق التي يؤثّر بها التغيّر المناخي على حياتنا».
من جهتها، أعلنت «وكالة حماية البيئة الأميركية»، في بيان تلقّته وكالة «فرانس برس»، أنّ أكثر من مئة مليون أميركي مشمولون بتحذيرات على صلة بتردّي نوعية الهواء، من جراء الحرائق في كندا.

مستويات غير مسبوقة
وحتى يوم أمس، بلغت جودة الهواء مستويات خطرة في مدن أميركية عدّة. ففي فيلاديلفيا مثلاً، وصل مؤشر جودة الهواء، الذي يُقاس من 0 إلى 500، ويحدد كثافة الملوثات في الهواء، إلى 429، وهو مستوى يشكّل «خطراً على جميع من في المدينة»، بحسب إدارة الصحة العامة المحلية.
تزامناً مع ذلك، تدهورت الرؤية بشكل كبير في شمال ولاية نيويورك، حيث وصل مؤشر جودة الهواء إلى 484، وهو «أعلى مستوى منذ الستينيات»، وفق ما نقل موقع «أكسيوس» عن عمدة نيويورك، إريك آدامز.

مساعدات أميركية
وللمساعدة في الاستجابة لهذه الحرائق الكارثية، قال البيت الأبيض، في بيان، إن الولايات المتحدة أرسلت أكثر من 600 من رجال الإطفاء وأفراد الدعم لمساعدة كندا في إخماد الحرائق.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد عرض على رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، خلال مكالمة هاتفية، أمس، المساعدة في إخماد حرائق الغابات «المدمّرة والتاريخية» المستعرة في كندا، بحسب ما أعلن البيت الأبيض.
كذلك، قالت الرئاسة الأميركية، في بيان، إنّ بايدن «أمر فريقه بتوفير كلّ القدرات الفدرالية المخصّصة لمكافحة الحرائق، والتي يمكن أن تساعد بسرعة في إخماد الحرائق التي تؤثّر على المجتمعات الكندية والأميركية».

خدمة «وطنية» لإخماد الحرائق
وبعد خروج ما يقرب من 250 حريقاً عن السيطرة حتى يوم أمس، وبالتالي، تعثُّر الموارد والسلطات «المحلية» في مواجهة الحرائق، تجددت الدعوات إلى إنشاء خدمة وطنية لمكافحة الحرائق في كندا، لتجنب طلب المساعدات من دول أخرى، والاستجابة للحرائق والحالات الطارئة في الوقت المناسب مستقبلاً، بحسب «نيويورك تايمز».