بعد التغيير الذي طرأ، خلال الأسابيع الماضية، على الموقف الغربي الذي كان رافضاً تزويد أوكرانيا بمقاتلات «أف-16»، وإعطاء واشنطن الضوء الأخضر لحلفائها لإرسال المقاتلات إلى كييف، والتعهّد بتدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدامها، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس، أنه ينتظر «وضع اللمسات النهائية» على اتفاقات مع حلفاء رئيسيين، حول تزويده بالطائرات، مشيراً إلى أنّه تلقى «عرضاً جاداً وقوياً». وفي بيان على موقعه الإلكتروني، أضاف زيلينسكي: «شركاؤنا يعرفون عدد الطائرات التي نحتاجها. يوجد بالفعل تفاهم بشأن العدد مع بعض شركائنا الأوروبيين... إنه عرض جاد وقوي»، متابعاً أنّ كييف تنتظر الآن إتمام اتفاقات نهائية مع حلفائها، بما في ذلك «اتفاق مشترك مع الولايات المتحدة».
ولم يتضح بعد أي من حلفاء كييف على استعداد لإرسال الطائرات إلى أوكرانيا، إلا أنّ الولايات المتّحدة، التي أعربت لقادة مجموعة السبع، الشهر الماضي، عن دعمها لبرامج التدريب المشتركة التي ينظمها الحلفاء للطيارين الأوكرانيين على مقاتلات «أف-16»، أكّدت في المقابل، على لسان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، أنها لم تقرر بعد إرسال هذه الطائرات بنفسها إلى كييف.

لا دور للـ«أف-16» في الهجوم المضاد
ومن خلال الموافقة على إرسال الطائرات، تريد واشنطن العمل على تحديث القوات الأوكرانية لـ«الدفاع عن نفسها في المستقبل»، وفق ما نفلت مجلة «نيوزويك» عن البيت الأبيض.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، في إفادة إعلامية، إن المسألة متعلقة فعلياً بالمساعدة في تحديث القوات الجوية الأوكرانية، وجعلها أكثر حداثة وقدرة، على المدى الطويل»، معتبراً أن الأوكرانيين بحاجة إلى «الاستعداد للدفاع عن أنفسهم» على طول «الحدود الطويلة مع روسيا»، في المستقبل.
أمّا المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية، الجنرال بات رايدر، فقال لوسائل الإعلام، أواخر الشهر الماضي، إنّ «إرسال طائرات (F-16) إلى أوكرانيا يتعلّق بالالتزام طويل الأمد تجاه أوكرانيا»، مضيفاً أنّ الطائرات المقاتلة «لن تؤدي دوراً» في الهجوم المضاد القادم لأوكرانيا.
بدوره، حذّر رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، مارك ميلي، من أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت، قبل أن تتمكن كييف من استخدام المعدات العسكرية التي يوفرها الغرب، قائلاً لوكالة «أسوشيتيد برس» إنّ «الجميع يدرك أن أوكرانيا بحاجة إلى قوة جوية حديثة»، إلا أنّها ستحتاج «وقتاً طويلاً» قبل أن تكون قادرة على استخدام الطائرات.
وبحسب الوكالة، قال مسؤول عسكري فرنسي كبير للصحفيين أيضاً إن الطائرات هي جزء من تعزيز قدرات أوكرانيا «على المدى المتوسط إلى الطويل».

«الخط الأحمر»
من جهتها، حذّرت روسيا، أمس، من أنّه يمكن تعديل مقاتلات «إف-16» أميركية الصنع، وجعلها قادرة على حمل أسلحة نووية، مشيرةً إلى أنّ إمداد كييف بها «سيفاقم الصراع». يأتي هذا فيما يرى مراقبون أن تلقّي كييف لمثل هذه الطائرات سيكون بمثابة تجاوز «خط أحمر» بالنسبة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ويترك تساؤلات حول الطريقة والتوقيت اللذان سترد بهما روسيا.