أعلنت روسيا، اليوم، أنها أحبطت هجوماً أوكرانيّاً كبيراً آخر على منطقة دونيتسك، مشيرةً إلى أنّها أَلحقت «خسائر فادحة» بقوات هذا البلد، بينما تحدّثت كييف، من جهتها، عن «إحراز تقدُّم» شرقاً، نافيةً، في الوقت عينه، أن يكون «الهجوم الأوكراني المضاد» الذي يجري الحديث عنه منذ مدّة، قد بدأ. وقد أودى القصف بين قوات هذين البلدَين، ليلاً، إلى انهيار سدّ «نوفا كاخوفكا»، وإجلاء مئات المواطنين من المنازل المحيطة به، فيما تقاذف الجانبان الاتهامات عن الحادثة.وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إنّ القوات الأوكرانية بدأت، ليل الأحد، هجوماً كبيراً في الجزء الجنوبي من منطقة دونيتسك، مؤكدةً أنّ قواتها «أحبطته». وتابعت الوزارة، في أحدث بياناتها، أنّ الجيش الروسي أَلحق خسائر بشرية فادحة بالقوات الأوكرانية المهاجِمة، ودمّر 28 دبابة، من بينها ثماني دبابات من طراز «ليوبارد»، و109 مركبات مدرعة، مشيرةً إلى أنّ «إجمالي عدد الجنود الأوكرانيين الذين قُتلوا بلغ ألفاً و500». وأضافت الوزارة، عبر تطبيق «تليغرام»: «بعدما تكبّد خسائر فادحة في اليوم السابق، أعاد نظام كييف تنظيم ما تبقى من الكتيبتَين الميكانيكيتَين 23 و31 في وحدات مجمّعة، واصلت العمليات الهجومية». ومضت الوزارة تقول إنّ «القوات المسلّحة، والطيران الهجومي والتكتيكي، وقوات الصواريخ والمدفعية، بالإضافة إلى منظومات قاذفات اللهب، أَلحقت هزيمة كبيرة بالقوات الأوكرانية».

هل بدأ الهجوم المضادّ؟
على الضفة المقابلة، وعلى رغم تأكيد نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار، عبر «تليغرام»، أنّ قوات بلاده شنّت «أعمال هجومية» متعدّدة في منطقة دونيتسك الشرقية، وسط «مقاومة روسية شديدة»، فقد نفى المسؤولون الأوكرانيون تصريحات موسكو عن «بدء هجوم مضاد»، بحسب ما أوردت صحيفة «واشنطن بوست»، التي نقلت، في وقت سابق، عن مسؤولين أميريكين، قولهم، إنّهم «يعتقدون» أنّ «الهجوم المضاد بدأ بالفعل». من جهته، رفض الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إبداء رأيه في هذه المسألة، قائلاً، في إفادة صحافية، إنّه «لن يتحدّث نيابةً عن الجيش الأوكراني». ومن جهتها، اكتفت وزارة الدفاع الأوكرانية بنشر مقطع ترويجي مصوّر، الأحد، ورد فيه أنّ «الخُطط تفضّل الحفاظ على الصمت... والبداية لن تكون معلَنة»، في إشارة إلى ضرورة عدم الإعلان عن أيّ تحركات عسكرية.

انهيار السد
ومع احتدام المعارك، أُعلن عن انهيار سدّ «محطّة كاخوفسكايا للطاقة الكهرومائية» في منطقة خيرسون، بعد تعرّضه لأضرار نتيجة تبادل القصف بين القوات الأوكرانية ونظيرتها الروسية، ممّا جعل الطرفان يتقاذفان المسؤولية عن الحادثة. وبحسب وكالة «تاس» الروسية، فقد وصل منسوب المياه في نوفا كاخوفكا، في خيرسون، إلى خمسة أمتار، فيما يتمّ إخلاء سكان حوالى 300 منزل، علماً أنّ أكثر من 10 مناطق تقع في منطقة الفيضانات. كذلك، نقلت الوكالة الروسية عن عمدة نوفا كاخوفكا، فلاديمير ليونتييف، قوله، إنّ المحطّة لم تتعرّض لتفجير، بل الضربات الليلة هي التي أدّت إلى تدمير الصمامات، وخروج المياه من السدّ بشكل «لم يَعُد قابلاً للسيطرة».
في المقابل، ألقى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، باللوم على روسيا في الأضرار التي لحقت بالسدّ، مغرداً عبر «تويتر»: «تدمير سد (محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية) يؤكد للعالم بأسره أنه يجب طرد الروسي من كل جزء من أجزاء الأراضي الأوكرانية».

لا خطر نووياً
وفي أعقاب الحادثة، طمأنت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أنّه «لا وجود لأيّ خطر مباشر» على «محطّة زاباروجيا للطاقة النووية» التي تقع شمال شرق السدّ الواقع على نهر دنيبرو، مشيرةً إلى أنّها «على علم بالأضرار التي لحقت بالسدّ»، و«تتابع الوضع عن كثب».