ما إن أبلغت كوريا الشمالية، اليوم، اليابان بأنّها ستُطلق «قمراً صناعياً» بين 31 أيار و11 حزيران، حتى بدا أن موجةً من «الهلع» أصابت الدول المحيطة بها. وبينما وضعت اليابان دفاعات صواريخها الباليستية في حالة تأهّب، حثّت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية على التراجع عن خطوتها، في ما يؤشّر إلى ارتفاع جديد في مستوى التوتّر في منطقة المحيط الهادئ.وفيما تتخوّف طوكيو من أن ما ستطلقه بيونغ يانغ قد يكون «صاروخاً باليستياً»، قال ناطق باسم خفر السواحل اليابانيين، لوكالة «فرانس برس»، إن بيونغ يانغ أبلغتهم أنها تتوقع أن يسقط القمر الصناعي في المياه قرب البحر الأصفر وبحر شرق الصين وشرق جزيرة لوزون في الفيليبين.
من جهتها، لم تؤكد وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ما إذا كانت قد أُبلغت بأيّ عملية إطلاق قادمة، لكن وزارة الخارجية أصدرت بياناً شديد اللهجة، قالت فيه إن «إطلاق كوريا الشمالية قمراً صناعياً مزعوماً يشكّل انتهاكاً خطيراً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تحظر كلّ عمليات الإطلاق باستخدام تكنولوجيا صواريخ بالستية، وهو عمل غير قانوني واضح لا يمكن تبريره تحت أيّ ذريعة»، على حدّ تعبيرها.
بيد أن خطوة كوريا الشمالية هذه تندرج في إطار تصعيد مستمرّ منذ فترة في المنطقة، في ما يصفه مراقبون بأنه «سباق فضاء» بين سيول وبيونغ يانغ، تَجسّدت آخر حلقاته في إطلاق كوريا الجنوبية، الخميس، للمرّة الثالثة، أوّل صاروخ صُمّم محلياً يحمل اسم «نوري»، والذي يُفترض أن يتولّى وضع قمر اصطناعي في المدار، علماً أن عملية الإطلاق كانت مقررة الأربعاء، إنّما أرجئت لأسباب «فنية».

رسالة إلى طوكيو
من الممكن، بحسب بعض المراقبين، قراءة استراتيجية بيونغ يانغ التي قضت بإبلاغ طوكيو لا سيول عن عملية الإطلاق، على أنها مرتبطة بالتدريبات المشتركة الرئيسية بين سيول وواشنطن التي بدأت الخميس الماضي على مسافة 25 كيلومتراً فقط جنوب الحدود بين الكوريتين. والجدير ذكره، هنا، أن المناورات المشتركة بالذخيرة الحيّة، وهي الأكبر على الإطلاق، تهدف إلى محاكاة «هجوم واسع النطاق» من كوريا الشمالية، بحسب وزارة الدفاع في سيول، وتشمل نحو ألفين و500 جندي، وتستمرّ لخمسة أيام.

أحدث الغواصات الروسية
يأتي هذا فيما أعلنت موسكو، بدورها، الأسبوع الماضي، نيّتها إرسال أحدث غواصة تابعة للبحرية الروسية تعمل بالطاقة النووية ومزوّدة بصواريخ باليستية إلى قاعدة دائمة عند شبه جزيرة كامتشاتكا في آب. ووفقاً للوكالات الروسية، فإن الغواصة هي السادسة من طراز «بوراي» للغواصات الأصغر والأكثر قدرة على التخفّي. وستحلّ محل غواصات البلاد السابقة المزوّدة بصواريخ باليستية.