مع صدور نتائج الدورة الثانية للانتخابات التاريخية التي شهدتها تركيا أمس، بدأ الرئيس التركي المُنتخب، رجب طيب إردوغان، مباشرة، بتلقّي التهاني من قادة العالم بعد فوزه على منافسه زعيم «حزب الشعب الجمهوري»، كمال كيليتشدار أوغلو، في منافسة شهدت نسبة مشاركة غير مسبوقة وانقساماً حادّاً في أواسط الشعب التركي. واللافت، أن التطورات العالمية الأخيرة كانت حاضرة بوضوح في رسائل الدول، إذ في حين أشادت موسكو مثلاً بسياسات إردوغان الخارجية «المستقلّة»، لمّح كلّ من «الناتو» وواشنطن إلى ضرورة العمل على تجاوز الخلافات المتمثلّة، بشكل أساسي، بانضمام السويد إلى «حلف شمال الأطلسي» مع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وكان أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أوّل المهنّئين؛ إذ قال في تغريدة قُبيل صدور النتيجة الرسمية: «أخي العزيز رجب طيب أردوغان، مبارك لكم الفوز، وأتمنّى لك التوفيق في ولايتك الجديدة». ثمّ تبعه في التهنئة كلّ من قادة هنغاريا والصومال وباكستان.



أمّا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فوصف الرئيس التركي، في رسالة، بـ«الصديق العزيز»، الذي لاقت جهوده لـ«تعزيز سياسة الدولة واتّباع سياسة خارجية مستقلة» ثمارها. وأضاف بوتين: «نحن نقدّر بشدة مساهمتك الشخصية في تعزيز العلاقات الروسية التركية الودية والتعاون الثنائي المثمر في مختلف المجالات».
من جهته، تحدّث رئيس روسيا البيضاء، ألكسندر لوكاشينكو، في تهنئته لإردوغان، عن «مصالح مشتركة بين البلدين»، لاسيما تلك المتعلّقة بـ«خفض التصعيد على الساحة الدولية ودعم الأمن الغذائي والحلّ السلمي للنزاعات»، فيما قال الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في تغريدة، إنه يمكن لإردوغان «الاعتماد على شراكة البرازيل في التعاون الدولي من أجل السلام وفي محاربة الفقر ومن أجل التنمية (في أنحاء) العالم».
أمّا المستشار الألماني، أولاف شولتس، فاعتبر أن «تركيا وألمانيا شريكان وحليفان وثيقان»، مضيفاً أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين «الشعبين الألماني والتركي وبين اقتصاديهما»، وأن «الجانبين يرغبان سوياً في تعزيز جدول أعمالهما المشترك بقوة دفع جديدة».
وفي وقت لاحق، أصدر رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، بياناً هنأ فيه إردوغان بالفوز، نيابةً عن حكومة بلاده. كما تحدّث رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إلى الرئيس التركي وهنّأه.



«الخلافات» مع أوروبا حاضرة
في المقابل، برزت في تهنئة كلّ من رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، والأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي»، ينس ستولتنبرغ، للرئيس التركي، دعوات إلى «مواصلة تطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا»، «ومواصلة العمل والتحضير لقمّة الـ(ناتو) في فيلنيوس في تموز»، بعدما تصاعدت خلال الفترة الماضية التوتّرات بين تركيا والاتحاد الأوروبي و«حلف الأطلسي»، لاسيما في ظلّ الشروط التي تضعها أنقرة للموافقة على عضوية السويد في الحلف العسكري.
وفي هذا السياق، بدا تركيز الرئيس الاميركي، جو بايدن، على انضمام السويد إلى «الناتو» واضحاً في تهنئته أيضاً، إذ قال في تغريدة على «تويتر»: «أتطلّع إلى مواصلة العمل معاً كحلفاء في (الناتو) بشأن القضايا الثنائية والتحدّيات العالمية المشتركة».
وبدوره، أشار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى «تحدّيات هائلة» تواجه البلدين، قائلاً على «تويتر» إن هذه التحدّيات تشمل عمل البلدين معاً من أجل «عودة السلام إلى أوروبا».