مع بداية عامه الثالث في الحكم، واحتمال ترشحه لولاية ثانية لاحقاً، عرض الرئيس الأميركي، جو بايدن، في «خطاب حالة الاتحاد»، العمل مع الجمهوريين الذين يتمتعون بغالبية قليلة في الكونغرس، في مسائل متعلّقة بتمويل مكافحة وباء «كورونا» وتكاليف الرعاية الصحية وبعض الرسوم وإصلاح الشرطة. وكان تفاعل بعض الجمهوريين بارزاً خلال الكلمة التي استمرّت 73 دقيقة، إذ صفّقوا حيناً وأطلقوا صرخات الاستهجان في أوقات أخرى، وصولاً حتى إلى اتّهام الرئيس الأميركي «بالكذب» خلال الكلمة.
استعراض الإنجازات
عقب تذكير بايدن بـ«رؤيته» للبلاد قائلاً: «كانت هذه دائماً رؤيتي لبلدنا: استعادة روح الأمة، وإعادة بناء العمود الفقري لأميركا، أي الطبقة الوسطى، لتوحيد البلاد. لقد جئنا إلى هنا لإنهاء المهمة»، بدء باستعراض إنجازات السنتين الماضيتَين.

بحسب صحيفة «بوليتيكو» الأميركية، وعلى الرغم من «الجمود» الذي يلوح في أفق البلاد، تحدّث بايدن بنبرة متفائلة، معدداً قائمة «إنجازاته القوية»، من «تقدم الأمة ومرونة تعاملها مع جائحة كوفيد-19 وأحداث 6 كانون الثاني»، وصولاً إلى «عدم انكسار الديموقراطية وانقطاعها رغم الصعوبات».

وتابع بايدن أنّ الاقتصاد يستفيد من 12 مليون وظيفة جديدة، مشيداً بمرونة الاقتصاد وقوته، إذ انخفضت البطالة إلى أدنى مستوى لها منذ 54 عاماً في كانون الثاني.

كما طرح قائمة من المقترحات الاقتصادية، والتي من غير المرجح أن يقرّ الكونغرس العديد منها، مثل فرض حدّ أدنى من الضرائب على أصحاب المليارات ومضاعفة الضريبة على إعادة شراء أسهم الشركات أربع مرات.

دعم أوكرانيا
على الرغم من بعض انتقاداته الضمنية للحزب الجمهوري، إلا أن بايدن وجّه دعوات مباشرة في خطابه لتنحية الخلاف السياسي جانباً في ما يتعلّق بتحقيق أولويّتَين مهمّتين: «رفع سقف الديون الفيدرالية والاستمرار في تمويل أوكرانيا في حربها ضد روسيا».

وشدّد بايدن في خطابه أيضاً على ضرورة عمل الجمهوريين والديموقراطيين معاً، معتبراً أنّه «إذا كانوا قد تمكنوا من العمل معاً في السنتَين السابقتَين، فلا شيء يمنعهم من العمل معاً والتوصل إلى إجماع على مسائل مهمة مستقبلاً».

ردّ متواضع على المنطاد الصين
وعلى الرغم ممّا انتشر في وسائل إعلام أميركية عدّة حول أنّ الخطاب سيتمركز حول «مواجهة التهديد الصيني»، عقب حادثة ما قالت واشنطن إنّه «منطاد تجسس» حلّق فوق أراضيها وأسقطته، فقد اكتفى الرئيس الأميركي بالإشارة إلى مسألة المنطاد باختصار، قائلاً: «كما أوضحنا الأسبوع الماضي، إذا هددت الصين سيادتنا، فسنعمل على حماية بلدنا. ونحن فعلنا ذلك».

وممّا قاله: «أنا ملتزم بالعمل مع الصين حيث يمكننا تعزيز المصالح الأميركية وإفادة العالم... لكن مثلما أوضحنا الأسبوع الماضي، إذا هددت الصين سيادتنا فسنعمل على حماية بلدنا. وقد فعلنا ذلك».

إصلاح الشرطة والإجهاض
كذلك، جدّد بايدن دعمه لإقرار بعض التشريعات، على غرار تلك المتعلقة بالحدّ من الأسلحة الهجومية وإصلاح الشرطة وحماية الحق في الإجهاض، علماً أنّ هذه المسائل تحظى بشعبية واسعة في أوساط الشعب الأميركي، بما في ذلك الناخبين المستقلين وفي والولايات المتأرجحة التي تحسم عادةً نتائج الانتخابات.

وفي خضم أزمة المشردين وعقب الأزمة الشعبية التي أثارها قتل رجل أسود على يد شرطة في ممفيس أخيراً، دعا بايدن بلهجة قوية إلى تأمين «مزيد من الموارد للحدّ من جرائم العنف وجرائم السلاح، وزيادة الاستثمارات في الإسكان والتعليم والتدريب الوظيفي».