أعلنت سلطات بنما، أمس، أنها ستسمح لسفن إيرانية بعبور قناتها طالما أنها تلتزم بالمعايير الدولية، وذلك بعدما ذكرت تقارير أن طهران تعتزم إرسال سفن حربية إلى الممر المائي الاستراتيجي.
وأي تواجد عسكري إيراني في قناة بنما، من المؤكد أنه يثير غضب الولايات المتحدة التي استكملت بداية القرن العشرين بإنشاء القناة التي تصل بين المحيطَين الأطلسي والهادئ، وقد حذّرت واشنطن أنها تراقب عن كثب نشاطات إيران في هذا الجزء من العالم الغربي.

وقالت هيئة قناة بنما في بيان استندت فيه إلى معاهدة عام 1977 الدولية، التي تسلّمت بموجبها بنما السيطرة رسمياً على القناة وأرست وضعها المحايد، إن الممر المائي «يجب أن يبقى آمناً ومفتوحاً للعبور السلمي»، مع الأخذ في الاعتبار التزام السفن بمعايير السلامة ودفع الرسوم وعدم ارتكاب أي أعمال عدائية.

وأضاف البيان «بناءً على الأنظمة المذكورة أعلاه، فإن هيئة قناة بنما ملزَمة بالسماح بمرور أي سفينة تفي بجميع هذه المتطلبات».

ونشرت وسائل إعلام محلية تقارير عن وصول وشيك لسفن تابعة للبحرية الإيرانية.

وذكرت صحيفة «لاستريا دي بنما» في 13 كانون الثاني، أن طهران تخطط لنشر سفن حربية في قناة بنما، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تعزيز وجودها في أميركا اللاتينية.

وصبّ حاكم فلوريدا السابق، جيب بوش، الزيت على النار عندما وجّه في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» في 16 كانون الثاني، الاتهام إلى بنما بمساعدة إيران للالتفاف على العقوبات الغربية.

وكتب بوش الابن والأخ لرئيسَين أميركيين سابقَين «بدون دعم بنما، سيواجه النظام الإيراني عقبات كبيرة في سبيل تهريب نفطه وغازه حول العالم».

والأسبوع الماضي صرّح المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، أن واشنطن تراقب عن كثب الأنشطة البحرية لطهران في النصف الغربي للعالم.

وأضاف باتيل أن بلاده لا تزال تحتفظ بأدوات «لمحاسبة النظام الإيراني».

وأنهت الولايات المتحدة إنشاء قناة بنما عام 1914، وأقامت قواعد عسكرية لحمايتها، قبل أن تمهّد معاهدة عام 1977 الطريق لتسليم القناة رسمياً إلى بنما في 31 كانون الأول 1999.

وعبرت أكثر من 14 ألف سفينة الممر المائي الاستراتيجي البالغ طوله 80 كيلومتراً عام 2022، وفقاً لهيئة القناة.