«أراد الغرب إضعافنا وإعادتنا إلى سنوات الحرب الباردة»
في المحور الثاني لخطابه، جدَّد بوتين وصْف تفكيك الاتحاد السوفياتي بـ«الكارثة»، لافتاً إلى أن «أقنعة الغرب الذي حاول في عام 1991 تفتيت روسيا وتحويلها إلى شعوب متحاربة، سقطت». كذلك، أفرد جزءاً مهمّاً للحديث عن نظرة روسيا إلى الغرب، موضحاً أن «الهدف الأساسي للغرب هو فكرنا وفلسفتنا... الغرب لا يحتاج إلى روسيا، أمّا نحن فنحتاج إليها». وحول علاقة الجانبين، أوضح الرئيس الروسي أن «الغرب كان يدّعي الشراكة مع روسيا، لكن تصرفاته دلّت على أن نظرته إلينا استعمارية»، مضيفاً إنه «أراد إجبارنا على القبول بالقرارات الاستبدادية وإضعافنا وإعادتنا إلى سنوات الحرب الباردة»، مؤكداً أن «روسيا بلد عظيم، ولن نقبل بأن نعيش على أساس قواعد دوليّة مزوّرة». كذلك، أوضح بوتين أن الغرب «يريد تصنيفنا عدوّاً»، وأنه «لا يتراجع عن نشر الدعاية الكاذبة ضدّنا، ولكن هذه الأكاذيب لن تدفئ الأوروبيين في الشتاء». وفيما أشار إلى أن «الغرب ينتهج سياسة الاستعمار الجديد من أجل الهيمنة على العالم وإسقاط الأنظمة»، اتّهم الجانب الآخر بأنه «يريد أن تتخلّى دول وكيانات عن سيادتها، ومستعدّ حتى لاستخدام الإرهاب من أجل مصالحه»، ليشدّد، في هذا الجانب، على أنه «ليس لديه أيّ حقّ أخلاقي في إملاء إرادته، فيما يقسّم العالم إلى دول متحضّرة وأخرى متوحّشة»، لافتاً إلى أنّ «أوروبا تقبل بالخطط الاستعمارية الأميركية الجديدة، وهؤلاء يستهدفون شركاءنا والدول المجاورة لنا... وهو يحاول تغيير أسس النمو في العالم ويمنع المجتمعات من التطوّر والدفاع عن سيادتها». وبازدواجية معاييره هذه، «أنهى الغرب الاتفاقات والمواثيق كافةً وتخلّى عن تعهّداته الأمنية وخرق التزاماته وانتهج الخداع». وفي هذا الإطار، أكد بوتين أن «روسيا تدرك مسؤوليتها أمام المجتمع الدولي، وستقوم بما يلزم لتعيد الغرب إلى رشده»، في إشارةٍ إلى أن العالم «يدخل حقبة جديدة متعدّدة القطبية تدافع فيها الدول عن استقلالها وإرادتها ورغبتها في التنمية».
وفي خطابه، تطرّق الرئيس الروسي إلى أزمة الطاقة في أعقاب استهداف خطَّيِ الأنابيب «نورد ستريم 1» و«نورد ستريم 2»، متهماً «الأنكلوساكسونية بالتخريب الذي تعرّضت له أنابيب السيل الشمالي» الذي يمثّل تدميراً لبنية الطاقة التحتية لأوروبا «ومن الواضح مَن المستفيد»، مضيفاً إن «واشنطن تدفع نحو عقوبات ضدّ روسيا وتضغط على أوروبا للتخلّي عن موارد الطاقة الروسية لتهيمن عليها». وأنهى بوتين خطابه بما يمكن أن يُطلَق عليه «قواعد للنظام الدولي الجديد»، معلناً أن «المستقبل هو للقتال من أجل شعبنا ومن أجل روسيا التاريخية العظيمة»، وأن «القوّة هي التي ستحدّد المستقبل السياسي في العالم».