أكّد رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، اليوم، بأنّ تقارير إعلامية «غير صحيحة» مرتبطة بتصريحات له تهدد بإلحاق ضرر بتحالف بلاده مع الولايات المتحدة، وذلك بعد سماعه وهو يشتم، عبر مكبّر صوت مفتوح، أعضاء الكونغرس خلال زيارته لنيويورك الأسبوع الماضي.
وقد ألقت سلسلة من الزلّات بظلالها على أول جولة خارجية رئيسية ليون، والتي شملت أيضاً بريطانيا وكندا، ما أدّى إلى تراجع شعبيته وتوجيه بعض أعضاء البرلمان داخل حزبه حتى انتقادات لاذعة إليه.

ومن أبرز الأحداث المثيرة للجدل التي رافقت الزيارة، سماع يون وهو يسبّ عبر مكبر للصوت مفتوح، أثناء مغادرته فعالية في نيويورك، الأربعاء، بعد لقاء قصير مع الرئيس الأميركي جو بايدن.

على إثره، اتهم نواب المعارضة يون بإهانة بايدن وتلطيخ سمعة كوريا الجنوبية، بعدما نقلت وسائل إعلام محلية في البداية عن يون قوله إن بايدن سيشعر بالحرج إذا لم يوافق الكونغرس الأميركي على مشروع قانون يتعلق بتمويل مبادرة عالمية.

وتابع يون مخاطباً وزير الخارجية، بارك جين، في مقطع مصوّر بثّته المحطات في كوريا الجنوبية، وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي: «يا له من إحراج في حال رفض هؤلاء الأوغاد الموافقة على ذلك في البرلمان».

من جهته، نفى السكرتير الصحافي، كيم أون هاي، هذه المزاعم قائلاً إن يون كان يشير إلى برلمان كوريا الجنوبية، من دون أن يذكر بايدن.

أمّا يون، فقال للصحافيين عندما سُئل عن واقعة مكبّر الصوت، اليوم: «أود أن أقول إن الإضرار بالتحالف من خلال تقارير تخالف الحقيقة يعرّض الناس لخطر كبير»، داعياً إلى بذل مزيد من الجهد لإثبات الحقيقة.

مناورات مشتركة
في سياق منفصل، بدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، أمس، أول مناورات بحرية مشتركة لهما منذ خمس سنوات قرب شبه الجزيرة الكورية، غداة إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً.

وتُعتبر الولايات الحليف الرئيسي لكوريا الجنوبية في مجال الأمن، وينتشر نحو 28 ألف و500 جندي أميركي على أراضي هذه الدولة، بذريعة حمايتها من كوريا الشمالية.

بدوره، يسعى الرئيس الكوري الجنوبي المحافظ، يون، الذي وصل إلى السلطة في أيار، إلى تعزيز التحالف العسكري مع واشنطن.

في السياق، قالت البحرية الكورية الجنوبية في بيان: «لقد أُعدّت هذه المناورات لإظهار عزم التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على الردّ على التحركات الكورية الشمالية».

وتستمر المناورات أربعة أيام، وتشارك فيها أكثر من 20 سفينة، من بينها حاملة الطائرات الأميركية العاملة بالدفع النووي «رونالد ريغن»، فصلاً عن وسائل جوية كبيرة.

وتشمل التدريبات محاكاة لقتال بحري، والتصدي لغواصات، في إطار مناورات تكتيكية وعمليات بحرية أخرى، على ما أوضحت البحرية.

وتنطلق هذه المناورات غداة اختبار بيونغ يانغ لصاروخ باليستي، يندرج في إطار سلسلة من التجارب بوشرت قبل أشهر عدة. وأقرّت كوريا الشمالية الخاضعة لعقوبات دولية بسبب برامج التسلّح التي تعتمدها، مطلع أيلول، عقيدة جديدة تؤكد عدم تخلّيها أبداً عن السلاح النووي.

والشهر الماضي، أجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أكبر تدريبات عسكرية مشتركة بينهما منذ عام 2018. وكانت المناورات بين البلدين قد تراجعت بسبب جائحة «كوفيد-19»، والتقارب الديبلوماسي بين سيول وبيونغ يانغ، الذي لم يعد موجوداً الآن.