أثنى الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، اليوم، على «الاحتراف المثالي والتفاني» لطواقم المروحيات التي تكافح الحريق الكبير الذي لا يزال مستمراً لأكثر من 60 ساعة في المنطقة الصناعية في منشأة «ماتانزاس سوبرتانكر» النفطية، على بعد نحو 130 كيلومتراً من العاصمة هافانا، في أكبر حادث تتعرض له صناعة النفط في الجزيرة منذ عقود.
وقال الرئيس عبر «تويتر»: «من المثير للإعجاب في هذا الوقت، أداء طيارين طائرات الهليكوبتر التابعة لسلاح الجو (...) وهم يحلقون فوق أحلك مناطق الحادث وأكثرها سخونة في ماتانزاس» واصفاً العمل بـ«الاحتراف المثالي والتفاني».



كما شكر دياز كانيل استجابة المكسيك وفنزويلا لطلب الحكومة الكوبية للمساعدة في إهماد الحريق الذي بدأ الجمعة الماضي، عندما ضرب البرق أحد خزانات الوقود الثمانية العملاقة في منشأة ماتانزاس، والذي كان يحتوي على نحو 25 ألف متر مكعب من النفط الخام.

وشكر أيضاً التضامن الذي أظهره الكوبيون من جميع أنحاء البلاد أو المقيمين في الخارج، وجمعيات الصداقة مع كوبا من جميع القارات والحكومات والمؤسسات الدولية.

قال حاكم ماتانزاس، ماريو سابينيس، إن حريقاً اندلع في صهريج ثالث لتخزين النفط وأدى إلى انهياره، إذ تسبب تسرب نفطي في انتشار اللهب من صهريج ثان شبت فيه النار. وكانت دمرت النيران خزانَي وقود بسعة حوالي 50 ألف متر مكعب من الوقود لكل منهما.

وشبه سابينس الوضع بأنه مثل «الشعلة الأولمبية» التي تنتقل من خزان إلى آخر، إذ ينتشر الحريق وتتصاعد ألسنة اللهب والدخان الأسود مما يجعل معالجة الوضع أمراً «معقداً».

وأحرزت كوبا تقدماً في مكافحة النيران المستعرة مستعينة بجهود من المكسيك وفنزويلا، لكن النيران بدأت تنتشر في وقت متأخر يوم الأحد من الصهريج الثاني الذي انهار، حسبما قال سابينس.

وامتد الحريق إلى الصهريج رقم 51، الذي كان يحتوي على كمية أكبر من الوقود، والذي انهار في منتصف ليل الأحد وتسبب في انفجار عنيف مع انتشار النفط الخام المحترق على مساحة شاسعة.

وبث التلفزيون الكوبي صور لحظة انفجار خزان الوقود الذي لم يستطع تحمل الحرارة الشديدة بعد احتراقه لأكثر من 30 ساعة، في ظل خشية من امتداد الحريق إلى الصهريج رقم 50 أيضاً.

وأشار سابينيس إلى إن خبراء المكسيك وفنزويلا «يرافقوننا في جميع الإجراءات»، إذ تشارك مفارز من «Petróleos Mexicanos»، و«Petróleos de Venezuela»، في إهماد الحريق.



وتسبّب الحريق بإصابة ثلاثة أشخاص بحروق طفيفة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى في مدينة ماتانزاس، حيث تلقوا العلاج، فيما لا يزال 16 شخصاً مدرجين في عداد المفقودين، بحسب السلطات الكوبية.

ومنشأة ماتانزاس هي أكبر ميناء في كوبا لتخزين واردات النفط الخام والوقود. ويُستخدم النفط الخام الثقيل الكوبي وزيت الوقود والديزل الذي يُخزن في ماتانزاس في توليد الكهرباء بالجزيرة بشكل أساسي.