يبدي البعض تخوّفاً من أن تُستخدم «سادات» أداةً في السياسة الداخلية
وفي 28 شباط 2012، قرّر عدنان تانري فيردي تأسيس شركة «سادات»، ومقرها في إسطنبول. ولهذا التاريخ رمزيته، إذ إنه يصادف قرارات مجلس الأمن القومي التركي في عام 1997، والتي اعتُبرت «انقلاباً مقنّعاً» أطاح لاحقاً حكومة أربكان. وشارك مع عدنان في تأسيس الشركة، 23 من الضباط الآخرين المتقاعدين. ومنذ عام 2016، تولّى مليح تانري فيردي رئاسة الشركة بدلاً من أبيه، فيما انتقل عدنان، في آب من العام نفسه، إلى موقع أمني في غاية الأهمية: المستشار الأمني لرئيس الجمهورية، رجب طيب إردوغان. وقد أثارت كلمته، في نهاية عام 2019، حين كان لا يزال مستشاراً أمنياً لإردوغان زوبعة من الردود. وتساءل تانري فيردي، في حينه: «هل سيكون هناك اتّحاد إسلامي؟ سيكون. ولكن متى؟ عندما يأتي الإمام المهدي. وإلى حينه، ألا يتوجّب علينا القيام بعمل ما، وتحضير الأرضية لذلك؟ نعم. وهذا ما جاءت أسام لتقوم به»، وهو ما اضطرّ بعده إلى الاستقالة من فريق رئيس الجمهورية الأمني.
تصنَّف منظمة «سادات»، بموجب الترخيص الممنوح لها، على أنها «جمعية»، في حين أنها منظّمة تدريب أمنية. وبحسب زعيم حزب «الشعب الجمهوري»، كمال كيليتشدار أوغلو، فإنه «لا يمكن في بلد ديموقراطي أن تصنَّف منظمة كهذه، جمعية. فالجمعيات ليس من وظيفتها تجنيد الناس ولا تدريبهم على مهامّ حربية أو إرهابية. ولكن إذا حصلت منظّمة على مثل هذه المهامّ، فهذا مدعاة للقول إنه لا يمكن أن ينشأ في تركيا نظام ديموقراطي سليم». جاءت بعض تصريحات كيليتشدار أوغلو بعد محاولته وأعضاء في حزبه، في 15 أيار الجاري، زيارة الشركة، بعدما شاعت أنباء عن تدريبات عسكرية من جانبها لعدد كبير من اللاجئين السوريين. واستغرب كيليتشدار أوغلو منعه من الدخول، متّهماً الشركة بأنها تعمل بصورة غير شرعية «وتؤسّس لمناخات إرهابية وتخويفية» في البلاد، دفاعاً عن النظام الحاكم. لكن مليح تانري فيردي ردّ على كيليتشدار أوغلو، قائلاً إن الشركة لا تدرّب جيوشاً ولا علاقة لها بأيّ نشاطات إرهابية في البلاد.
وبدا «العدالة والتنمية» مربَكاً ومحرَجاً عندما أعلن إردوغان أن لا علاقة له بالشركة وبرئيسها. لكن وسائل الإعلام سرعان ما نشرت صورةً لاجتماع ترأّسه إردوغان، بحضور عدنان تانري فيردي ورئيس الاستخبارات التركية، حاقان فيدان. ويكتب أورخان بورصالي، في صحيفة «جمهورييت»، أن «رئيس الجمهورية لا يتذكّر كثيراً من الأمور في الآونة الأخيرة، فكيف ليتذكّر ارتباطاته الوثيقة بعدنان تانري فيردي؟ عندما يقول الرئيس إنه لا علاقة لنا بسادات، فإنه ينسى أنه اصطحب الرئيس المؤسِّس للشركة إلى الاجتماع الأمني الأكثر سريّة والأكثر أهمية في البلاد، وجعله مستشاره الرئيسي وعضواً في مجلس الأمن الرئاسي والسياسة الخارجية». وإذا كانت شركة «سادات» تعدّ ذراعاً أمنية فاعلة للسياسة الخارجية التركية، فإن البعض يبدي تخوفاً من أن تُستخدم الشركة أداةً في السياسة الداخلية، وألّا يسلّم «العدالة والتنمية» بأيّ هزيمة قد تلحق به في الانتخابات الرئاسية المقبلة.