أطلقت كوريا الشمالية، اليوم، ثلاثة صواريخ باليستية، من بينها على الأرجح صاروخ عابر للقارات، وذلك بعد ساعات فقط من مغادرة الرئيس الأميركي، جو بايدن، آسيا في أعقاب رحلة وافق خلالها على تعزيز الإجراءات الهادفة إلى ردع بيونغ يانغ المسلحة نووياً.
وفي السياق، أعلنت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية أنّه تمّ إطلاق الصواريخ الباليستية الثلاثة من مسافة تقلّ عن ساعة من منطقة سونان في بيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية، والتي أصبح مطارها الدولي مركزاً للاختبارات الصاروخية.

وأضافت أنّ الصاروخ الأول الذي أُطلق اليوم هو باليستي عابر للقارات، في حين سقط صاروخ ثانٍ غير معروف النوع في منتصف رحلته على الأرجح، فيما الصاروخ الثالث كان باليستياً قصير المدى.

ورداً على هذه التجارب، أجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات بالذخيرة الحية، شملت اختبارات صواريخ أرض-أرض، على غرار منظومة الصواريخ التكتيكية الأميركية «أتاكمز» و«هيونمو-2» الباليستية القصيرة المدى الكورية الجنوبية، وفق ما أعلنه جيشا البلدين.

وحول هذه التدريبات، لفتت هيئة الأركان المشتركة، في بيان، إلى أنّ «استعراض القوة الذي قام به جيشنا يهدف إلى تسليط الضوء على عزمنا على الرد بحزم على أي استفزازات من كوريا الشمالية، بما في ذلك إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات، وعلى قدرتنا الهائلة واستعدادنا لتوجيه ضربة دقيقة لمصدر الاستفزاز».

يُشار إلى أنّ كوريا الشمالية أجرت سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ هذا العام، شملت أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، وصولاً إلى إطلاق أكبر صواريخها البالستية العابرة للقارات، لأول مرة منذ ما يقرب من خمس سنوات. وهي تستعد على ما يبدو لما ستشكّل أول تجربة نووية لها منذ عام 2017.

وكان مسؤولون أميركيون وكوريون جنوبيون يحذّرون، في الآونة الأخيرة، من أنّ كوريا الشمالية تستعدّ لاختبار أسلحة خلال زيارة بايدن إلى المنطقة، والتي شكّلت أول رحلة له إلى آسيا كرئيس، تخلّلتها قمة مع الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، في العاصمة سيول.

على إثره، عقد يون، الذي تولى منصبه في العاشر من أيار، اجتماعه الأول لمجلس الأمن القومي، الذي ندّد بشدة بعملية الإطلاق الأخيرة، ووصفها بأنّها «استفزاز خطير»، خاصة أنّها جاءت قبل عودة بايدن إلى وطنه.

وقالت حكومة يون، في بيان منفصل، إنّ «الاستفزازات المستمرة من جانب كوريا الشمالية لن تؤدي إلا إلى زيادة قوة الردع الكوري الجنوبي-الأميركي وسرعته، وإدخال نفسها في عزلة أعمق».

كما دعا متحدّث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية «جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إلى الامتناع من المزيد من الاستفزازات، والانخراط في حوار مستمر وموضوعي».

تنديد أميركي
من جهتها، ندّدت الولايات المتحدة بإطلاق كوريا الشمالية الصواريخ الثلاثة، داعيةً إياها إلى اللجوء إلى الحوار كبديلٍ عن هذه التجارب الصاروخية.

وفي الإطار، أكّد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أنّ «الولايات المتحدة تدين إطلاق جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية عدداً من الصواريخ البالستية»، مضيفاً: «ندعو جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية إلى الامتناع من القيام بمزيد من الاستفزازات، وإلى الانخراط في حوار جوهري وبنّاء».

من جهته، اعتبر ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية أنّ «إطلاق الصواريخ يشكل انتهاكاً لقرارات عدة صادرة عن مجلس الأمن الدولي، وتهديداً للمنطقة».

كذلك، ندّد مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك ساليفان، بالعملية، في اتصال هاتفي مع نظيره الكوري الجنوبي، كيم سونغ-هان، بُعيد عودته من الجولة الآسيوية مع الرئيس الأميركي.
(+رويترز)