طهران | مع تحميل الجمهورية الإسلامية، الكيان الإسرائيلي المسؤولية عن اغتيال العقيد في «قوة القدس»، حسن صياد خُدايي، والتي تقول أوساط سياسية وإعلامية، إنه جاء ردّاً على الوجود الإيراني في سوريا، وإن الذين يقفون وراءه «سيدفعون الثمن غالياً»، أعلن الحرس الثوري، في تعقيبه على الاستهداف الذي وقع في أحد شوارع طهران، أن خدايي «استهدفته الجريمة الإرهابية للمناوئين للثورة والتابعين للاستكبار العالمي»، لافتاً إلى أن «الإجراءات اللازمة لتحديد المنفّذ أو المنفّذين واعتقالهم، قد اتُّخذت، وهي جارية على قدم وساق»، فيما ندّد الناطق باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، بهذا الاغتيال، معتبراً إيّاه مِن عمل «الإرهابيين الآثمين». وفي هذا الإطار، أعلن وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، عن تشكيل لجنة مشتركة من الأجهزة الأمنية والعسكرية لمتابعة التحقيقات في شأن اغتيال العميد خدايي.وقبل هذه العملية، كان يتمّ تحميل إسرائيل مسؤولية اغتيال القائمين على البرنامج النووي الإيراني - كما الانفجارات التي في المنشآت النووية -، بمَن فيهم محسن فخري زادة، مساعد وزير الدفاع وأحد القائمين على البرنامجَين النووي والصاروخي الإيرانيَّين، والذي اغتيل قبل نحو سنة ونصف سنة في ضواحي طهران. وبخلاف المرّات السابقة، حيث كان ضحايا الاغتيال من وجوه البرنامج النووي، فقد تعرّض، هذه المرّة، ضابط رفيع في الحرس الثوري لعمليّة تصفية، يبدو أنها جاءت ردّاً على الوجود الإيراني في سوريا، والذي تعتبره إسرائيل خطراً يتهدّد أمنها. ونُفّذ الاغتيال بعد نحو أسبوعين من الزيارة غير المعلنة التي أجراها الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى طهران، فيما رأى العديد من المراقبين أن الزيارة تُعدّ مؤشّراً إلى عزْم البلَدين على تعميق علاقاتهما الاستراتيجية. ولطالما عبّرت إسرائيل عن قلقها من الوجود العسكري الإيراني في سوريا، والذي تعدّه عاملاً يسهم في تعزيز قوة «حزب الله» اللبناني، فضلاً عن أنه يغيّر موازين القوى العسكرية والأمنية في غير مصلحتها. وفي هذا الإطار، قالت الأوساط السياسية والإعلامية الإيرانية، إن اغتيال صياد خدايي ناجم عن القلق الإسرائيلي من تنامي محور المقاومة في سوريا. وكتبت صحيفة «جوان»، القريبة من الحرس الثوري، «يبدو أن مسار التطوّرات في سوريا وتغيّر المعادلات لمصلحة المقاومة ضيّقا الخناق على الكيان الصهيوني، ما دفع قادته إلى اللجوء إلى أعمال الإزعاج والممارسات الإرهابية للتخلّص من الضغوط». وغرّد عبد الله كنجي، رئيس تحرير صحيفة «همشهري» والوَجه القريب من المؤسسة العسكرية الإيرانية، قائلاً: «من المبكر لأوانه الحكم، بيد أن نوعية مهمّة هذا الشهيد في سوريا، توجّه أصابع الاتهام بالاغتيال، أوّلاً نحو الصهاينة»، فيما كانت وسائل الإعلام العبرية الرئيسة، قد رأت أن عملية الاغتيال»محدَّدة الأهداف في قلب طهران»، وغطّتها على نطاق واسع، مشيرةً إلى خدايي باعتباره كبير مساعدي القائد السابق لـ»قوة القدس»، الشهيد قاسم سليماني، في سوريا، وعنصراً في «قوّة القدس».
قبل هذه العملية، كانت تُحمَّل إسرائيل مسؤولية اغتيال القائمين على البرنامج النووي الإيراني


في هذه الأثناء، تشخص الأنظار نحو الردّ الإيراني على عملية الاغتيال، ولا سيما أن المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي وصلت إلى طريق مسدود على ما يبدو. وقال الرئيس الإیراني، إبراهيم رئيسي، إن الثأر لدم صياد خدايي «سيكون في المتناول بالتأكيد»، مضیفاً: «لا شكّ في أن الاستكبار العالمي متورّط في هذه الجریمة». وأكد الناطق باسم قوات الحرس الثوري، العميد رمضان شريف، أن «الإرهابيين الأراذل عناصر الجماعات الإرهابية التابعة للاستكبار والصهيونية العالمية، سينالون جزاءهم العادل». وبحسب موقع «نور نيوز» الإلكتروني القريب من المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، فإن اغتيال صياد خدايي «تجاوزٌ غير مدروس للخطوط الحمر، والذي سيغيّر معه الكثير من المعادلات». وعن الردّ الإيراني، کتب موقع «ألف» القریب من الأصولیین: «لا شكّ في أن إيران ستردّ بشكل مباشر وسريع على جريمة اغتيال العقيد خدايي وفق المعادلة الجديدة التي وضعتها ضدّ العدو الصهيوني، لكن هذا الرد لن یکون كما تصوّره الصهاينة وخطّطوا له»، مشيراً إلى أن الردّ «لن يكون متسرّعاً كما يتوقّع الصهاينة، ولن يضرّ بعملية التفاوض النووي».