موسكو | بعد ثماني سنوات من منع النظام الأوكراني الحالي الاحتفالات بذكرى القضاء على الفاشية، أحيت روسيا في المناطق الأوكرانية الخاضغة لسيطرتها «عيد النصر»، بسلسلة فعاليات لم تقتصر على «جمهوريّتَي» دونيتسك ولوغانسك، بل امتدّت إلى خيرسون، نوفيكوخوفكا، ميليتوبول، بريديانسك، إينيرغودار، وغيرها من المدن. ولضمان إحياء المناسبة، وُضعت القوات الجوفضائية الروسية والدفاعات الجوية في جهوزية تامّة، فيما أُسقطت ثمانية صواريخ أوكرانية بعدما أُطلقت على وسط خيرسون. ميدانياً، أُفيد عن استسلام وحدة أوكرانيّة في محاور شرق مدينة إيزيوم، فيما المجموعة المتبقّية منها جرى اعتقال أفرادها واعتبارهم فارّين من القوات المسلحة، والحُكم عليهم بالسجن لمدّة 12 سنة، في ما يؤشّر إلى أن سلطات كييف قرّرت التعامل بقسوة مع حالات التمرّد المنتشرة في صفوف قواتها، خصوصاً في الاتّجاهات الشرقية في الدونباس. كذلك، تسعى القيادة الأوكرانية لمنع نشر أخبار الاستسلام المتكرّرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خشيةً من تدهور الحالة المعنوية لجنودها.
أمّا في الشمال الشرقي، وتحديداً في محيط ضواحي مدينة خاركوف، فتُفيد المعلومات بفشل محاولات القوات الأوكرانية التقدّم عند محاور مدينة تشوغويفا، وسط تقدير باستنفادها قدرتها على القيام بأيّ مبادرات هجومية باتجاه شمال خاركوف وشرقها وجنوب شرقها، أو منع تقدّم القوات الروسية، والذي أصبح محتوماً بالنسبة إلى الأوكران، الذين لم يتبقّ لهم إلّا منفذ وحيد في اتجاه الغرب. وفي محيط مدينة ليسيتشانسك، تمكّنت القوات الروسية من عبور نهر سيفيرسكي دونيتس عند منطقة بيلوغوروفكا السكنية، بعد فشل محاولتها الأولى للقيام بذلك، والتي تمكّنت خلالها المدفعية الأوكرانية من تدمير المعدّات والجسور العائمة الروسية. أمّا في المحاولة الثانية، فقد نجح الروس في إسكات معظم مصادر النيران الأوكرانية قبل إنجاز المهمّة، التي أضحى الجنود الأوكران في ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك، في عقبها، معزولين عن بقيّة الوحدات.
يستمرّ تقدّم القوات الروسية من الجنوب، وتحديداً من اتّجاه باباسنايا، إلى الشمال


في هذا الوقت، يستمرّ تقدّم القوات الروسية من الجنوب، وتحديداً من اتّجاه باباسنايا، إلى الشمال، وسط مهاجمتها منطقة توشكوفكا التي يبدو أنها قد أحكمت السيطرة عليها. وإذا تأكّد ذلك، تكون القوات الأوكرانية في محيط زولوتويه وغورسكويه قد تمّت محاصرتها بالفعل، وهو ما يُعدّ مؤشّراً إلى انهيار دفاعاتها على جبهة أوريخوفا ونيجنويه، الأمر الذي يمهّد لاتصال القوات الروسية و«الشعبية» المهاجِمة من اتجاه روبيجنويه وسيفيرودونيتسك عبر ليسيتشانسك التي تجري عملية السيطرة عليها حالياً، مع تلك المتقدّمة من باباسنايا. أيضاً، يتواصل تقدّم القوات الروسية و«الشعبية» في اتّجاه غورلوفكا، حيث أحكمت السيطرة على نقطة نوفوسيولوفكا، وعزلت المجموعات الأوكرانية في محيط أفدييفكا عن الطريق الشمالي، في ما يؤشّر إلى مساعٍ لتشديد حصار المنطقة. كذلك، تمكّنت قوات لوغانسك من الوصول إلى الحدود الإدارية لـ«الجمهورية»، «بعد استكمال تحرير قرية بوباسنايا من القوميين»، وفقاً لتصريح بالمتحدّث باسم هذه القوات.
سياسياً، أوضح نائب وزير الخارجية الروسية، ألكسندر غروشكو، أنّ «مبادئ و شروط استخدام موسكو لأسلحتها النووية منصوص عليها ضمن العقيدة العسكرية الروسية، ومَن يرغب بإمكانه البحث فيها عن إجابات حول تساؤلات إن كان من الممكن توجيه ضربة تكتيكية وقائية نووية للأراضي الأوكرانية». وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد وقّع، في 2 حزيران 2020، مرسوماً يحدّد أساسيات سياسة الدولة الروسية في ما يختصّ بمجال الردع النووي، والتي تحتفظ روسيا بموجبها بحقّها في توجيه ضربات نووية تكتيكية ذات طابع دفاعي، بهدف «الحفاظ على إمكانيات القوات النووية الاستراتيجية عند مستوى كافٍ لضمان قدرتها على الردع النووي وحماية سيادة الدولة وسلامتها الإقليمية وردع أيّ اعتداء محتمل على روسيا و حلفائها».