موسكو | تُستأنف، اليوم، الجولة الرابعة من المفاوضات الروسية - الأوكرانية، بعد "توقُّف تقني" أمس. وأوضح المفاوض ومستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيل بودولياك، أن الاستراحة سببُها السماح "بعمل إضافي لمجموعات العمل الفرعية، وتوضيح شروط معيّنة"، لافتاً إلى أن هذه الجولة تواجه صعوبات، بسبب "وجود أنظمة سياسية مختلفة للغاية"، لكنه أكد أن عملية التفاوض مستمرّة. وتأتي الجولة، المرتقبة اليوم، في ظلّ تجدُّد الحديث في موسكو وكييف عن تقدُّم إيجابي على مستوى المفاوضات. وفي هذا السياق، رجّحت وزارة الخارجية الروسية أن يتطلّب اتفاق التسوية المحتمل مع أوكرانيا، دعماً بقرار من مجلس الأمن. وأشارت الوزارة، في تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك"، إلى أنه "لا يوجد سبب لإرسال قوات حفظ السلام إلى أوكرانيا"، وأن ذلك البند ليس على جدول أعمال المجلس.في الموازاة، كان بارزاً اللقاء الذي جمع، أمس، مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، إلى كبير الديبلوماسيين الصينيين يانغ جيه تشي، في روما. وجاء اللقاء بعد تصريحات أميركية أفادت بأن سوليفان سيحذّر المسؤول الصيني من مغبة دعم روسيا في حربها ضدّ أوكرانيا، وما سيترتّب على ذلك من رزمة عقوبات أميركية جديدة على بكين. واستبق سوليفان المحادثات مع يانغ بتصريحات لشبكة "سي أن أن"، قال فيها إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب لترى مدى الدعم الاقتصادي أو المادي الذي تقدّمه الصين لروسيا. وأضاف: "نتواصل مباشرةً، وعلى نحو يتّسم بالخصوصية، مع بكين للتأكيد على أنه ستكون هناك بالطبع عواقب لأيّ جهود واسعة النطاق لمساعدة روسيا على التهرب من تأثير العقوبات". وشدد على أن واشنطن لن تسمح "بإتاحة شريان حياة لروسيا للتغلُّب على هذه العقوبات الاقتصادية من أيّ بلد في أيّ مكان في العالم".
لوّحت روسيا بدفع ديونها الخارجية بالعملة الوطنية


ومنذ انطلاق العملية العسكرية الروسية، تتوالى التحذيرات الأميركية للصين في ضوء موقفها من الأزمة القائمة، إذ تهدِّد واشنطن بكين بعواقب على مستوى التدفُّق التجاري وتطوير تكنولوجيات جديدة. وفي هذا السياق، عبّر مسؤول أميركي علناً عما تنوي بلاده فعله، إذ حذّر من عزلة قد تواجهها بكين على الصعيد العالمي في ما لو استمرّت في دعم روسيا. تحذير سبقه آخر جاء على لسان وزيرة التجارة الأميركية، جينا ريموندو، الأسبوع الماضي، إذ أشارت إلى أن الشركات الصينية التي تتحدّى القيود الأميركية على الصادرات لروسيا، قد تُحرم من المعدات والبرمجيات الأميركية التي تحتاج إليها لصنع منتجاتها. أيضاً، حاولت واشنطن زرع الشقاق بين موسكو وبكين، عبر إعلان مسؤوليها أن روسيا طلبت من الصين معدّات عسكرية بعد بدء العملية العسكرية، لكن الكرملين نفى هذه المعلومات، مؤكداً أن لدى موسكو القدرة العسكرية الكافية لتحقيق جميع أهدافها في أوكرانيا، فيما وصفتها وزارة الخارجية الصينية بـ"المضلّلة".
على المستوى الاقتصادي، أعلنت وزارة المالية الروسية، أمس، أنها وافقت على إجراء موقّت لسداد الديون بالعملة الأجنبية، ملوّحة بأن المدفوعات ستتمّ بالروبل إذا منعت العقوبات المصارف من الوفاء بديونها بعملة الإصدار. وبحسب الوزارة، فإن لدى روسيا أموالاً كافية للوفاء بالتزاماتها المتعلّقة بالديون، لكنها انتقدت العقوبات الغربية التي تجمِّد حسابات الحكومة والمصرف المركزي بالعملات الأجنبية، واصفةً ذلك بأنه رغبة في الإيحاء بأنها غير قادرة على سداد ديونها. وكان وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، كشف أن بلاده تحتفظ بجزء من احتياطاتها من الذهب والعملات الأجنبية بالعملة الصينية، اليوان، موضحاً أن بلاده تراقب "حجم الضغط الذي تمارسه الدول الغربية على الصين للحدّ من التجارة بين البلدَين. بالطبع، هناك ضغط من أجل الحدّ من الوصول إلى هذه الاحتياطات". وأكد سيلوانوف أن العقوبات جمّدت نحو 300 مليار دولار من احتياطات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية.