العام الماضي، وبعد أن فرضت الصين قيوداً على نشاط تعدين العملات المشفرة داخل البلاد، ارتقت كازاخستان تلقائياً إلى المركز الثاني في عمليات تعدين «بتكوين»، لتأتي بعد الولايات المتحدة، وفقاً لإحصاء مركز «كامبريدج للموارد المالية البديلة». واعتباراً من آب الماضي، باتت كازاخستان تستضيف 18 في المئة من مجمل عمليات تعدين الـ«بتكوين» العالمية.
الأربعاء الماضي، وإثر الاحتجاجات العنيفة في كازاخستان على خلفية ارتفاع تكلفة الوقود، قطع أكبرُ مزوّد للاتصالات الإنترنت، ما أدّى إلى تعذّر اتصال أجهزة التعدين بشبكة «بلوكتشاين» الخاصة بـ«بتكوين».
وخلال ساعات الانقطاع، انخفضت القوة الحسابية لـ«بتكوين». إذ إن إنشاء العملة الرقمية الأشهر على الإطلاق يتم عبر أجهزة كمبيوتر عالية القدرة، تتنافس على حل الألغاز الرياضية المعقدة بشكل أسرع، من أجل خلق «بلوك» / كتلة تتم إضافتها على الـ«بلوكتشاين». وكلما كثرت الأجهزة التي تقوم بتعدين العملة حول العالم، ازدادت صناعة البلوك الجديد صعوبة. لذا، نظرياً، وخلال فترة انقطاع الإنترنت في كازاخستان، باتت عملية جني الـ«بتكوين» حول العالم أسهل.
كما انخفض سعر «بتكوين»، فوصل إلى ما دون 43 ألف دولار الخميس الماضي. واستمر الانخفاض حتى الجمعة بأكثر من خمسة في المئة، لتبلغ العملة أدنى مستوى لها منذ نهاية أيلول، حين تراجعت إلى أقل من 41 ألف دولار في ظل موجة بيع أوسع نطاقاً للعملات المشفرة.
بحسب تقرير لموقع «ذا غارديان»، فإن الفحم الحجري في كازاخستان هو المصدر الرئيسي للطاقة الكهربائية. يتم تشغيل مزارع تعدين الـ«بتكوين» هناك في أغلب الأحيان من خلال محطات الفحم القديمة التي تعدّ، جنباً إلى جنب مع مناجم الفحم والمدن المبنيّة حولها، مصدرَ إزعاج للسلطات لجهة سعيها إلى التخلّص من الكربون الملوِّث. ويلفت التقرير إلى أن الحكومة الكازاخستانية أعلنت العام الماضي عزمها اتخاذ إجراءات صارمة، أوّلاً ضد عمّال المناجم «الرماديين» (غير المسجلين) الذين تقدّر أنهم قد يستهلكون ضعف الطاقة التي يستهلكها «البيض» (المسجلون رسمياً). وكانت وزارة الطاقة أفادت بأن التعدين «الرمادي» يستهلك ما يصل إلى 1.2 غيغاوات من الطاقة، في حين يستهلك المعدّنون المسجّلون «البيض» نحو 600 ميغاوات.