وتطرّق إردوغان إلى الوضع في الشرق الأوسط، حيث أعلن أن بلاده لا تريد أن تشهد هذه الجغرافيا القديمة، والتي تضمّ الأماكن المقدّسة، توتّرات وصراعات واضطرابات. وعن إسرائيل، قال إنه يولي أهمية كبيرة لتجديد الحوار مع الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتزوغ، ورئيس الوزراء، نفتالي بينيت. وأكد أنه «على رغم الاختلاف في الآراء، فإن العلاقات مع إسرائيل في مجالات التجارة والاقتصاد والسياحة، تسير في طريقها»، مستدركاً بأن «موقفاً إسرائيلياً صادقاً وبنّاءً في جهود السلام، سيسهم في عملية التطبيع». واعتبر أن «العلاقات التركية - الإسرائيلية حيوية لاستقرار وأمن منطقتنا»، مُوجّهاً دعوة إلى الحاخامات لدعم تلك العلاقات، ومُبدياً استعداد بلاده لتحسينها. وبحسب صحيفة «شالوم»، فإن كلمة إردوغان تُرجمت مباشرة إلى اللغة العبرية، من قِبَل الحاخام إسحق الألوف، ثمّ ألقى حاخام تركيا إسحاق هاليفا كلمة، رأى فيها أن «حياة اليهود الآمنة في تركيا، مثال يحتذى لليهود في سائر الدول الإسلامية.» كذلك، ألقى كلماتٍ كلٌّ من حاخامات روسيا وأذربيجان وإيران، فيما قرأ الحاخام ديفيد سيفي «صلاة أرفيت»، وصلاة مبارَكة تركيا، قبل أن يقدّم هاليفا، وممثّلو الجالية اليهودية في تركيا، هدية إلى إردوغان، عبارة عن شمعدان «مينورا» اليهودي المقدّس ذي الشمعات السبع، والذي استخدمه النبي موسى لدى لجوئه إلى الجبال هرباً من الاضطهاد. كما قدّموا له شمعدان «هانوكا» ذا الشمعات التسع، من صُنع أفغاني. و«هانوكا» هو عيد الأضواء لدى اليهود، والذي يحتفلون به منذ عام 200 قبل الميلاد، لمناسبة استعادة القدس من الإمبراطورية السلوقية. وتوقّف العديد من المحلّلين أمام هذا اللقاء الفريد من نوعه؛ إذ رأى الكاتب، مراد يتكين، أن قول إردوغان: «نحن ضدّ معاداة السامية. دعونا نحارب الإسلاموفيا معاً»، معناه «(أنّنا) نريد تحسين العلاقات مع إسرائيل، نتوقّع دعمكم». وأدرج يتكين رغبة الرئيس التركي في التطبيع مع إسرائيل، في سياق التطبيع مع كلّ من مصر والإمارات، وفي إطار بحْثه عن موارد أجنبية لتحسين الاقتصاد، معتبراً «أنّنا نشهد نتائج إدارة السياسة الخارجية، بحسابات السياسة الداخلية».
أكد إردوغان أنه يولي أهمية كبيرة لتجديد الحوار مع هرتزوغ وبينيت
على خطّ موازٍ، وفي خطوة مثيرة تعكس ازدياد النفوذ الإسرائيلي في العالم الإسلامي، ذكرت صحيفة «شالوم» أن أذربيجان ستحتفل، للمرّة الأولى في تاريخها، بذكرى حصول «الهولوكست»، في 27 كانون الثاني المقبل. وجاء القرار الأذربيجاني، بعد لقاء رئيس الجمهورية إلهام علييف، مع الحاخام مارك شنور، في مطلع الشهر الحالي. كذلك، أخبر علييف، شنور، أن الدولة سوف تتولّى تمويل إنشاء «مدرسة شاباد أوهر» أفنير اليهودية في باكو، فيما اعتبر الحاخام أن الرئيس الأذربيجاني «يوجّه بهذا القرار رسالة تضامُن وتعاضُد لا مثيل لها، إلى كلّ من الجماعة اليهودية في أذربيجان، وإلى كلّ يهود العالم، وإلى دولة إسرائيل»، علماً أن باكو تحتفظ بعلاقات متطوّرة عسكرياً واقتصادياً واستخبارياً مع إسرائيل، كانت سبباً في توتّر العلاقات أخيراً بينها وبين طهران. وأضاف شنور أن «هذه اللفْتة الكريمة من الرئيس علييف تعكس نموذج حسن النيّة، وارتباطاً قلبياً كاملاً، على مستوى عالٍ تجاه يهود أذربيجان»، شاكراً علييف على جهوده في مجال «التعاون والتعايش بين الأديان». أمّا كبير حاخامات أذربيجان، شنيوار سيغال، فقد اعتبر أن «أذربيجان تحمل مفهوماً للتسامح، ليس له مثيل في أيّ دولة في العالم».