وعد بوريك بالدفاع عن العملية التأسيسية بطريقة ديموقراطية، بمشاركة الشعوب الأصلية
وكان الرئيس الشاب، الذي لا يمثّل الأحزاب التقليدية الحاكمة للبلاد منذ عام 1990، دخل المعترك السياسي كقائد لـ«اتّحاد الطلاب» في جامعة تشيلي، وقاد التظاهرات التي هزّت البلاد عام 2011 للمطالبة بتعليم مجاني. وفي خلال حراك 2019، مثّل بوريك طرفاً أساسياً في المفاوضات التي مهّدت الطريق لصياغة دستور جديد. وفي حديثه إلى تجمّع وسط مدينة سانتياغو، أقرّ الرئيس المنتخَب بأن الأسباب التي أدّت إلى تلك الاحتجاجات لا تزال سارية، لكنه وعد بالدفاع عن العملية التأسيسية بطريقة ديموقراطية، بمشاركة الشعوب الأصلية. ويُعزى نجاح بوريك في الجولة الثانية، في جزء منه، إلى تَمكّنه من كسب دعم «الديموقراطيين المسيحيين» و«الحزب الاشتراكي»، بما في ذلك الرئيس السابق، ميشيل باتشيليت، الذي اعتبر متابعون أن بوريك يشبهه أكثر من سلفادور أليندي، انطلاقاً من كون الرئيس المنتخَب سوّق في حملته الانتخابية لثقافة يسارية جديدة، تَقْطع مع الثقافة الشيوعية الموروثة من أيام الحرب الباردة، في قضايا مِن مِثل فنزويلا ونيكاراغوا.
ووفق برنامجه الانتخابي، فإن أولويات حكومة بوريك تتمحور حول إصلاح نظام التقاعد الحالي، وتحقيق خدمة صحّية شاملة لا تميّز بين الأغنياء والفقراء، وتوزيع أفضل للثروة، ومعالجة مشكلة الإسكان، وتعزيز التعليم العام، وزيادة أجور العمال، ومكافحة الإتجار بالمخدرات، والدفاع عن حقوق الإنسان. وفي حديثٍ له بعد فوزه، اعترف بوريك بأن «الأوقات القادمة لن تكون سهلة»، ووعد بالتحرّك بمسؤولية مع إحداث تغييرات هيكلية في النظامَين السياسي والاقتصادي في البلاد. وبحسب صحيفة «ألبايس» الإسبانية، فإن أحد أهمّ التحدّيات التي سيواجهها الرئيس المنتخَب هو «محاولة إزالة حالة عدم اليقين الاقتصادي وتهدئة الأسواق، التي تتأثّر ردود أفعالها في تشيلي بشدّة بالتقلبات السياسية». وبالتالي، «ليس من المستبعد أن يقوم بوريك قريباً بتعيين مَن سيقود وزارة المالية». أمّا التحدّي الثاني المهمّ الذي سيَمثل أمام بوريك لحظة تولّيه الرئاسة رسمياً في آذار المقبل، فهو الضغط الأميركي المتوقّع عليه، للإطاحة به أو عرقلة عمله، في سيناريو شبيه بذلك الذي يواجهه حالياً رئيس البيرو اليساري، بيدرو كاستييو.