أوحى المناخ السائد يوم أمس بتقدّم نسبي قبل أن يبرز تشاؤم إيراني لافت
وعن تفاصيل هذا الواقع، أوضح المصدر أنه «في أثناء المحادثات التي جرت قبل عودة الوفود إلى العواصم للتشاور، تزايدت الخلافات بين الاتحاد الأوروبي والترويكا الأوروبية (E3) من جهة، وبين الولايات المتحدة وروسيا والصين من جهة أخرى». أمّا عن السبب وراء ذلك، فقد بيّن أن «مجموعة E3 أخذت وتيرة التقدّم في المحادثات، رهينة في مقابل تنازلات فردية، ليس فقط من الوفد الإيراني، وإنّما من الاتحاد الأوروبي، وأيضاً من روسيا والصين». وأضاف أن «ما يزيد من غرابة الموضوع، هو الدور الذي تقوم به كلٌّ من فرنسا وبريطانيا وألمانيا»، لافتاً إلى أن «باريس تواصل القيام بدور الشرطي السيّئ جداً، بينما تسعى لندن إلى إظهار نفسها على أنّها تتماشى مع المطالب الإسرائيلية، لفرض ضغطٍ أكبر على طهران، أمّا برلين فتتّخذ موقفاً وسطياً بين باريس ولندن». وما يثير حفيظة الاتحاد الأوروبي، في هذا الإطار، هو أن «ما تقوم به فرنسا، خلال محادثات فيينا، لا يمثّله، في حين لم تَعُد بريطانيا عضواً في التكتّل، وهو ما يزيد من الخلافات بين الدول الأوروبية». كذلك، أفادت المصادر بأن «العديد من المؤشّرات توحي بأن الولايات المتحدة، وتحديداً رئيس الوفد الأميركي المفاوِض، روبرت مالي، طلب من الترويكا الأوروبية القيام بهذا الدور، خصوصاً مع الاتحاد الأوروبي، في سبيل الحصول على تنازلات في ملفّات أخرى، ما أثار غضب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد، جوزيب بوريل، ونائبه إنريكي مورا، وغيرهما من مسؤولي التكتل».
إزاء ما تَقدّم، أشار مصدر مقرّب من الوفد الإيراني المفاوِض إلى أن «المناخ السائد، خلال اجتماعات يوم أمس، كان يوحي بتقدّم نسبي». إلّا أنه أضاف أنه «يبدو أن الدول الأوروبية الثلاث، أو بعضها على الأقلّ، تدأب على إبطاء المحادثات، إلى حدّ ما، من خلال اتّخاذ مواقف أكثر صرامة من الولايات المتحدة». بمعنى آخر، فإن بعض هذه الدول اتّبع مقاربة «غير بنّاءة» في المفاوضات، بحسب وصْف المصدر، حتّى قبل البدء بالجولة الجديدة التي قدّمت طهران فيها مقترحاتها، ثمّ أصرّت على مواصلة هذا النهج، حتّى الآن.