قبل أن يختتم أمس وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، زيارته للاوس، أكد أن رئيس وزراء هذه البلاد، ثونغسينغ ثمافونغ، أبلغه أنه «يريد حماية الحقوق البحرية، مع تجنب العسكرة والنزاعات» مع الصين، في إشارة إلى النزاع على السيادة في بحر الصين الجنوبي. ولا ريب أن ذلك شاهد قوي على فعالية السياسة الخارجية للولايات المتحدة، التي تسعى إلى حشد دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) ضد الصين؛ فلاوس، التي تحيط بها الصين وفييتنام وكامبوديا وتايلاند وميانمار، ليس لها منفذ بحري على الإطلاق، وهي ليست معنية بالتالي بالنزاع الذي تسعى واشنطن إلى تسعيره في المنطقة حول السيادة على جزر في بحر الصين الجنوبي وعلى معابره وجزره.
ولاوس هو البلد الذي ألقت عليه الولايات المتحدة أكبر عدد من القنابل في العالم، مقارنة بعدد سكانه، خلال حربها على فيتنام، بين عامَي 1964 و1973. ولم ينفجر نحو 30% من هذه القنابل، فقضى نحو 50 ألف شخص جراءها، منذ انتهاء الحرب وحتى الآن. وناقش كيري مع المسؤولين في لاوس، أول من أمس، تعزيز البرنامج الأميركي لإزالة هذه القنابل أو تعطيلها. وأعلن كيري أن المبالغ التي رصدت لهذا الغرض ارتفعت من 5 ملايين دولار، قبل ثلاثين عاماً، إلى 15 مليوناً هذا العام؛ وقال: «ننظر في إمكان زيادة هذا (التمويل)»، ملمحاً إلى أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد يعلن ذلك خلال زيارته لاوس في أيلول المقبل، لحضور قمة آسيان التي تتولى لاوس رئاستها هذا العام.
وزار كيري عاصمة لاوس بعد بضعة أيام من مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم منذ 1975، الذي اختار نائب رئيسه، بونهانغ فوراشيث، لترؤس الحزب للأعوام الخمسة المقبلة. وأشاد كيري بـ«العلاقات المتنامية على الصعيد الاقتصادي والأمني» بين بلاده ولاوس، دون أن ينسى مادة الابتزاز الدائمة، «حقوق الإنسان وحرية التعبير» في البلاد، التي رأى أنها تظل «موضع قلق».

(الأخبار، أ ف ب)