يتوجه الناخبون الألمان، غداً، للإدلاء بأصواتهم في أوّل انتخابات عامّة تجرى في البلاد، منذ 16 عاماً، لا تكون فيها أنجيلا ميركل مرشحة لتولّي منصب المستشاريّة (ما يعادل رئاسة الوزراء). السيّدة التي صعد نجمها السياسي في يوم وليلة، لحظة سقوط جدار برلين عام 1989، وقادت البلاد - وضمنياً الاتحاد الأوروبي - منذ عام 2005، قرّرت ألّا تخوض غمار الجولة الحاليّة، بعدما نجحت، عبر سياسات توافقيّة مع مختلف أطياف اليمين، في اجتياز سلسلة من الأزمات كان آخرها جائحة «كوفيد - 19». لكن ميركل، التي تغادر ألمانيا مستقرّة ومزدهرة، تترك لخليفتها إرثاً مسموماً بكمّ كبير من المشكلات التي اختمرت خلال عهدها، في وقت لا تبدو أيّ من الأطراف التي تخوض الانتخابات قادرة على تقديم ما يُقنع الناخبين. ولذلك، يُتوقّع أن تستمرّ محادثات تشكيل حكومة ائتلافية لعدّة أشهر بعد الانتخابات، وقد ينتهي الأمر إلى حكومة حدّ أدنى تعجز عن إنجاز الكثير