بعد نحو أسبوع من إتمام القوات الأميركية و«الأطلسيّة» انسحابها الفوضوي من أفغانستان، أخرجت حركة «طالبان» إلى العلن، أمس، تشكيلتها الحكومية. الإعلان الذي تأخّر بضعة أيّام، جاء في أعقاب سيطرة مقاتلي الحركة على ولاية بانشير، حيث نشط لبعض الوقت جيب معارض لحُكمها، بقيادة أحمد مسعود. وتضم حكومة «تصريف الأعمال» 29 حقيبة وزارية، معظم من تولّوها هم شخصيّات فاعلة في «طالبان». وبحسب الناطق باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، الذي جاء الإعلان على لسانه، فإن «المزيد من الوزراء سينضمّون لاحقاً إلى الحكومة»، التي سيرأسها بالوكالة الملّا محمد حسن، على أن يشغل كل من رئيس المكتب السياسي لـ«طالبان»، الملّا عبد الغني برادر، وعضو المكتب، الملّا عبد السلام حنفي، منصب نائب رئيس الوزراء. وسيتولّى هداية الله بدري وزارة المالية، وشيخ الله منير وزارة للتربية. أما عبد الحكيم شتي فسيتولّى وزارة العدل، على أن يتولّى سراج الدين حقاني، وهو نجل مؤسّس «شبكة حقاني» التي تصنّفها الولايات المتحدة «منظّمة إرهابية»، وزارة الداخلية بالوكالة. وأعلن مجاهد أن الملّا يعقوب، نجل مؤسّس «طالبان» الملّا عمر، عُيّن وزيراً للدفاع في حكومة تصريف الأعمال. كما قرّرت الحركة تعيين القائد العسكري في الحركة، قاري فصيح الدين، قائداً للجيش الأفغاني في المستقبل، وعبد الحقّ وثيق رئيساً للاستخبارات، ومحمد إدريس رئيساً للمصرف المركزي. ولفت مجاهد إلى أن «الحركة ستسعى إلى أن تكون أطياف المجتمع الأفغاني كافة لها دور في الحكومة»، مشيراً، في الوقت نفسه، إلى أن «هناك أشخاصاً خارج البلاد يسعون إلى الفوضى في كابول».
تضم حكومة «تصريف الأعمال» 29 حقيبة وزارية، معظم من تولّوها هم شخصيّات فاعلة في «طالبان»

وقبل ساعات من إعلان الحكومة الجديدة، أطلق عناصر «طالبان» النار في الهواء لتفريق مئات المتظاهرين الذين نظّموا عدة مسيرات في كابول، في خطوة لافتة ما كان يمكن تخيّل حصولها في «عهد طالبان الأوّل»، قبل الغزو الأميركي. ورفع المتظاهرون لافتات وهتفوا بشعارات للتعبير عن امتعاضهم من الوضع الأمني، مطالبين بالسماح بالسفر بحرّية. كما اتّهم المتظاهرون باكستان بالتدخّل في شؤون البلاد، نظراً إلى العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربطها بـ«طالبان».
ومع إعلان الحركة، قبل يومين، «انتصارها» على معارضيها في ولاية بانشير، حذّر الناطق باسمها من أيّ محاولات للانتفاض على حُكمها. وقال: «كلّ من يحاول بدء تمرّد سيتلقّى ضربة قاسية. لن نسمح (بتمرّد) آخر». وبينما كانت «طالبان» تعلن أسماء وزرائها، كان عناصرها يمشّطون ولاية بانشير بعد إعلان سيطرتهم الكاملة عليها، و«انتهاء الحرب في أفغانستان»، غير أن قائد ما يعرف بـ«جبهة المقاومة الوطنية» التي تتمركز في وادي بانشير، أحمد مسعود، أكد أن قواته «ستواصل القتال».