سيشكّل سقوط مزار الشريف ضربة قاسية جداً ستسرّع من سقوط السلطة المركزية
من هنا، تأتي مساعي الحركة إلى السيطرة على مزار الشريف، كبرى مدن الشمال وعاصمة ولاية بلخ، حيث عزّزت مواقعها. وتُعدّ هذه المدينة التاريخية مفترق طرق تجاري مهمّ، فضلاً عن أنها من الدعائم التي استندت إليها الحكومة للسيطرة على شمال البلاد، فيما سيشكّل سقوطها، لو حصل، ضربة قاسية جداً، ستسرّع من سقوط السلطة المركزية. كذلك، تشكّل سيطرة «طالبان» على قندوز الواقعة على مسافة 300 كيلومتر شمال كابول، مفترق الطرق الاستراتيجي في الشمال الأفغاني بين كابول وطاجيكستان، أكبر نجاح عسكري لمقاتلي الحركة منذ بدء الهجوم الذي شنته في أيار، توازياً مع بدء انسحاب القوات الدولية الذي يُتوقع أن ينتهي بحلول 31 آب الجاري. وفي حين أثبتت قوات الأمن الأفغانية عدم قدرتها على وقف هجوم «طالبان» في الشمال، فإنها مستمرّة في مواجهة مقاتليها في قندهار ولشكركاه، وهما معقلان تاريخيان للحركة في الجنوب، وكذلك في هرات في غرب البلاد.
سياسياً، انطلق في العاصمة القطرية الدوحة، أمس، اجتماع الترويكا الدولية (روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان) حول أفغانستان لبحث آخر تطورات الملفّ الأفغاني في ظلّ التحولات الأخيرة المتسارعة على الأرض. وفي تطوّر متّصل، التقى وزير الخارجية الأفغاني حنيف أتمر، المبعوث الإيراني الخاص إلى أفغانستان إبراهيم طاهريان، لبحث آخر التطوّرات الأمنية في البلاد. وقالت وزارة الخارجية الأفغانية، في بيان، إن أتمر أشاد بنتائج الاجتماع الأخير لمجلس الأمن الدولي، واعتبرها مهمّة لإنهاء العنف وإيجاد حلّ سياسي في أفغانستان، مرحّباً بما سمّاه «الدور البَناء» للدول الإقليمية والدولية، لا سيما إيران في وقف هجمات «طالبان» وإقناع الحركة بالعودة إلى طاولة المفاوضات. من جهته، عبّر طاهريان عن قلقه إزاء الوضع الأمني في أفغانستان، مؤكداً استعداد طهران لتعاون شامل مع كابول.