تمكّنت هافانا من استعادة الهدوء بعد الاحتجاجات المفاجئة التي نزلت، الأحد، ضدّ الحكومة الكوبية على خلفية الأزمة الاقتصادية الناتجة من الحصار الأميركي الخانق. إلّا أن الحدث استمرّ في التفاعل على المستويَين الداخلي والخارجي؛ إذ أعاد الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، التأكيد على إرادة بلاده للدفاع عن حقّها في السيادة وتقرير المصير والاستقلال، في مواجهة محاولات زعزعة الاستقرار التي تروّج لها الولايات المتحدة، مندّداً بالحملة التي تسعى إلى "تشويه الجهود التي تبذلها الثورة لضمان الصحة والسلامة في البلاد". واعتبر دياز كانيل أن بلاده بحاجة فورية إلى "تعليق الإجراءات الـ 243 التي فُرضت في عهد الإدارة الأميركية السابقة بهدف تعزيز الحصار وتركيع الكوبيين"، حاثّاً نظيره الأميركي، جو بايدن، على "وضع حدٍّ للحصار الذي تفرضه واشنطن على الجزيرة منذ ستة عقود". من جانبه، دعا وزير الخارجية الكوبي، برونو رودريغيز، واشنطن إلى "الكشف" عن مشاركة جهات سياسية وكيانات أميركية في حملة لتعزيز التدخل الإنساني في الدولة الكاريبية.وردت واشنطن على الاتهامات الكوبية على لسان وزير خارجيتها، أنتوني بلينكن، الذي اعتبر أن دياز كانيل يرتكب "خطأ جسيماً" في تحميل الولايات المتحدة المسؤولية عن الاحتجاجات التي شهدتها الجزيرة، مضيفاً أن حكومة هافانا "لا تصغي إلى صوت الشعب وإرادته، الناس تعبوا جداً من القمع السائد منذ زمن طويل". وفي تكرارٍ لموقف بايدن، شدَّد بلينكن على أن ما يفعله الكوبيون هو رد فعل على "سوء إدارة" القيادة الشيوعية للاقتصاد والجائحة. وبدا لافتاً "التحفُّظ" في الموقف الأميركي تجاه الأحداث الحاصلة في هافانا، وذلك بالنظر إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة لا تزال عالقة في نهج إدارة دونالد ترامب تجاه كوبا وأميركا اللاتينية.
إلى ذلك، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية أن خفر السواحل الأميركي في ميامي، "يراقب عن كثب أيّ نشاط يهدف إلى العبور غير الآمن وغير القانوني بين فلوريدا وكوبا". وأضافت أن الأدميرال إريك جونز، أصدر تحذيراً، أمس، لمجموعات من الكوبيين ــ الأميركيين المقيمين في الولايات المتحدة، يخطّطون للسفر إلى الجزيرة في قوارب. يأتي هذا التحذير بعدما كانت صحيفة "ميامي هيرالد" قد نقلت عن كوبيين ـــ أميركيين قولهم إنهم "سيقومون برحلة بحرية مدّتها 10 ساعات إلى كوبا لدعم الاحتجاجات التي اندلعت في عطلة نهاية الأسبوع، وسيقدّمون المساعدة الغذائية، والأسلحة"، داعين الناس في ميامي إلى المشاركة في قواربهم. وأشارت الصحيفة إلى رسالة نشرها أحد المنظّمين على حساب "سانتياغو ريفيرا" على موقع "إنستغرام" مفادها بأن خفر السواحل أوقف مجموعته على خلفية "مشاكل لها علاقة بأسلحة نارية".