ليس الاستهداف الإسرائيلي لمنشأة نطنز النووية الإيرانية، خارجاً من سياق العمليات الاستخبارية التي وُجّهت إلى البرنامج النووي لإيران منذ انطلاقته، بهدف إعاقة تقدُّمه. لكن سياقها الحالي يشي برسائل متعدّدة في أكثر من اتّجاه، على رأسها إلى المجتمعين في فيينا، بأن تلكم ورقة ضغط كبرى بين أيديكم من أجل كسب الوقت، وإرغام طهران على التنازُل، بما يحول، من وجهة نظر تل أبيب، دون إبرام أيّ اتفاق من شأنه تحقيق مكاسب للجمهورية الإسلامية. على أن الأمر ليس كما تَقدّم تماماً، إذ إن الولايات المتحدة لم تكن بعيدة عن حادثة «نطنز»، وإن حرصت، عبر مسؤوليها ووسائل إعلامها، على نفي مسؤوليتها، التي قد تتراوح ما بين الموافقة أو التنسيق أو المشاركة. على أيّ حال، ما جرى «لن يمرّ من دون عقاب» كما أكّدت إيران، وإن شدّدت، في الوقت نفسه، على عدم الانجرار إلى «الفخّ» الإسرائيلي، الرامي إلى إفشال محادثات العاصمة النمساوية