24 ساعة كانت كافية لتشهد تسارعاً للتطوُّرات والأخذ والردّ بين إيران وإسرائيل، على خلفية استهداف الأخيرة منشأة نطنز النووية الإيرانية، وفق ما أكّدته استخباراتها. وبينما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، "إرنا"، عن رئيس "منظّمة الطاقة الذرّية الإيرانية"، علي أكبر صالحي، قوله إن "ما حدث في منشأة نطنز هو عمل تخريبي قطعاً، ومنظوماتنا الأمنية توصّلت إلى خيوط الجريمة وستُتابع التحقيقات وتعلن النتائج"، شدّد وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، بحسب الوكالة نفسها، على ضرورة "عدم الوقوع في الفخّ الذي نَصَبه الصهاينة". وقال، وفق ما نقل عنه النوّاب أثناء اجتماع مغلق في البرلمان مخصّص للبحث في الهجوم: "لن نسمح لإسرائيل بإفشال محادثات فيينا، وسننتقم من الصهاينة على ممارساتهم".
حذّر الاتحاد الأوروبي وألمانيا من أيّ محاولات لتقويض محادثات فيينا

كذلك، اعتبر المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، خلال مؤتمر صحافي في طهران، أنه "بهذا العمل، حاول الكيان الصهيوني بالتأكيد الانتقام من الشعب الإيراني لصبره وحكمته اللذين أثبتهما (بانتظاره) رفع العقوبات" الأميركية. واتّهم خطيب زاده، بشكل غير مباشر، إسرائيل بتقويض المحادثات الجارية في فيينا لمحاولة إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الدولي المبرم عام 2015 حول البرنامج النووي الإيراني، ورفْع العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران منذ انسحابها من هذا الاتفاق، عام 2018. كما أكّد أنّ "ردّ إيران سيكون الانتقام من الكيان الصهيوني في الوقت والمكان المناسبين". من جهته، رأى القائد السابق للحرس الثوري، محسن رضائي، عبر "تويتر"، في ما حدث، إشارة إلى "خطورة الاختراق" الأجنبي لإيران. وجاءت تلك المواقف بينما نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية شريط فيديو للمتحدّث باسم منظّمة الطاقة الذرّية الإيرانية، بهروز كمالوندي، وهو يعالَج في المستشفى من حادث سقوط تعرّض له أثناء تفقّده لمنشأة نطنز، لكنّه كان قادراً على التحدُّث. وذكرت أن كمالوندي "تعرّض لحادث سقوط من مرتفع بعلوّ ما بين 6 إلى 7 أمتار، ما أدّى إلى إصابته بكسور في رأسه وقدمه".
على الضفّة الأخرى، حذّر الاتحاد الأوروبي من أيّ محاولات لتقويض محادثات فيينا. وقال المتحدّث باسم التكتل، بيتر ستانو: "نرفض أيّ محاولات لتقويض أو إضعاف الجهود الدبلوماسية المرتبطة بالاتفاق النووي". وأضاف: "لم يُنسَب الحادث رسمياً إلى أيّ طرف. يجب توضيح الملابسات لأن ثمة تفسيرات مختلفة. وبعد التحقُّق من الوقائع، سيقرّر الاتحاد الأوروبي التحرُّكات التي ينبغي اتخاذها". كذلك، حذّرت ألمانيا، التي تشارك في محادثات فيينا، من أن التطوُّرات الأخيرة المرتبطة بمنشأة نطنز "غير إيجابية" بالنسبة إلى هذه المحادثات، فيما شدّدت وزارة الخارجية الروسية على ضرورة أن لا يقوّض هجوم نطنز المشاورات الجارية في العاصمة النمساوية حول البرنامج النووي الإيراني.



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا