وجاءت التسريبات الإسرائيلية، التي اتّخذت صيغة واحدة تقريباً، قبل إعلان رئيس البرنامج النووي الإيراني (وكالة الطاقة الذرية الإيرانية)، علي أكبر صالحي، أن ما أصاب منشأة نطنز هو «إرهاب نووي». واعتبر صالحي، في تقرير نشره موقع التلفزيون الإيراني الحكومي، أن «الإجراء الذي تمّ اتخاذه ضدّ مركز التخصيب في نطنز يُظهر فشل معارضي التقدّم الصناعي والسياسي في البلاد في منع التطوّر الكبير للصناعة النووية»، من دون أن يَذكر هوية الفاعلين المفترضين. وقال إن بلاده «في الوقت الذي تدين فيه هذه الخطوة الدنيئة، تؤكّد ضرورة تعامُل المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية مع هذا الإرهاب النووي، وتحتفظ بحقها في اتخاذ إجراءات ضدّ مرتكبيها ومديريها». وأكد أنه «لإحباط أهداف مُنفّذي هذه الحركة الإرهابية، ستُواصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية التوسُّع الجاد في التكنولوجيا النووية من جهة، والعمل على رفع العقوبات الجائرة من جهة أخرى».
صالحي: إيران ستُواصل التوسُّع الجادّ في التكنولوجيا النووية والعمل على رفع العقوبات
الحادث - الذي أوردت أنباءه أوّلاً وكالة الأنباء الرسمية «فارس» نقلاً عن المتحدّث باسم «منظّمة الطاقة الذرّية» - وقَع غداة تشغيل إيران عدداً من أجهزة الطرد المركزي الجديدة في «مجمع الشهيد أحمدي روشان» في نطنز، أحد المراكز الرئيسة للبرنامج النووي للبلاد، إذ كان الرئيس حسن روحاني قد افتَتح، في مراسم افتراضية، مصنعاً لتجميع أجهزة الطرد المركزي هناك، كما أصدر أمر تشغيل أو اختبار لثلاث مجموعات جديدة منها. وتؤمّن الأجهزة الجديدة لإيران إمكانية تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع وبكمّيات أكبر، بحجم ودرجة تكرير محظورَين بموجب الاتفاقية المبرمة في 2015 في فيينا بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة «5+1». وفي السياق، أكد المتحدّث بهروز كمالوندي، في مقابلة عبر الهاتف مع التلفزيون الحكومي، أن «مجمع الشهيد أحمدي روشن تعرّض لحادث فجر الأحد في جزء من الدائرة الكهربائية لمحطّة التخصيب». وأوضح أن «هناك انقطاعاً في التيّار الكهربائي، لكننا لا نعرف السبب». وأضاف: «لحسن الحظّ، لم يسفر ذلك عن وفيات أو إصابات أو تلوّث. لا توجد مشاكل معيّنة ويجري التحقيق في الحادث».
في هذه الأثناء، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال احتفال لرؤساء الأجهزة الأمنية، على أن «مكافحة إيران وأتباعها ومكافحة برنامجها النووي والتسلّح هي مهمّة ضخمة». وجاءت تصريحاته في وقت جدّد فيه وزير دفاعه، بيني غانتس، القول إن «إيران تمثّل تهديداً استراتيجياً للعالم وإسرائيل». ومن المقرّر، بحسب ما أفادت به «الهيئة العامّة للبثّ الإسرائيلي»، أن يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية جلسة الأسبوع المقبل لبحث الموضوع الإيراني.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا