بتوافق منقطع النظير، أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع، يوم أمس، تعيين وليام بيرنز، مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، «سي آي إيه»، ليصبح أوّل دبلوماسي يتولّى هذا المنصب. وعنه، يقول الرئيس جو بايدن، إنه «دبلوماسي نموذجي لديه عقود من الخبرة على الساحة العالمية في الحفاظ على أمن وسلامة شعبنا وبلدنا»، فيما يصفه باراك أوباما، بأنه «مستشار حاذق ودبلوماسي استثنائي ملهِم لأجيال من بعده... البلاد أقوى بفضل خدماته»، ويرى فيه وزير الخارجية الأسبق، جون كيري: «رجل دولة من طراز جورج كينان (السفير الأميركي الأسبق لدى الاتحاد السوفياتي الذي أسهم في بلورة استراتيجية الاحتواء)، وهو يستحق بامتياز موقعه على اللائحة القصيرة جداً لأساطير الدبلوماسية الأميركية». لكن بيرنز نفسه رأى، في كتابه الصادر في 2019 «القناة الخلفية»، أن الدبلوماسية الأميركية، كأداة رئيسية من أدوات السياسة الخارجية، في غرفة العناية الفائقة. وشغل بيرنز منصب السفير الأسبق لدى روسيا من عام 2005 إلى عام 2008، ومساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية بين عامَي 2008 و2011، ونائب وزير الخارجية بين عامَي 2011 و2014، حين استقال بعدما أرجأ قرار تقاعده مرّتَين، بطلب من كيري في المرّة الأولى، وبإلحاح من أوباما في المرّة الثانية. ومن بين الإنجازات التي تُنسب إليه في ميدان السياسة الخارجية، دوره في دفع ليبيا إلى إزالة برنامجها العسكري السرّي، وفي بناء قناة التفاوض السرّية الثنائية بين الولايات المتحدة وإيران، والتي سهّلت التوصُّل إلى الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني عام 2015. وفي جلسة الاستماع أمام مجلس الشيوخ، الشهر الماضي، قال المرشّح آنذاك، بيرنز، إن الولايات المتحدة مطالَبة ببذل كلّ الجهود الممكنة لمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية، معتبراً أنه «يجب فرض قيود أكثر تشدُّداً وأطول أمداً» على الجمهورية الإسلامية لضمان «عدم حصولها على أسلحة نووية حتى لو عادت إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي»، وخصوصاً أنه «لا يمكننا تجاهل التهديدات التي تفرضها إيران، مثل تطوير برنامجها الصاروخي وأنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة». وقال: «لا ينبغي الاستهانة بقدرات خصومنا مثل روسيا والصين وإيران، لأنهم يحاولون تطويرها باستمرار، وعلينا توقُّع خطواتهم المقبلة».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا