بينما يتسارع السباق بين دول العالم لإنتاج لقاحات ضدّ وباء "كورونا"، دخلت كوبا، الدولة المحاصرة من قِبَل الولايات المتحدة، هذا السباق المحموم بإعلانها، في آب/ أغسطس الماضي، بدء تطوير لقاح "سوبيرانا 02" الذي قيل إنه سيصبح جاهزاً للاستخدام بحلول الشهر المقبل، إذا أثبَتت التجارب السريرية فعاليّته. وبعد مرور نحو أربعة أشهر على الإعلان، والانتهاء من المرحلتَين الأولى والثانية من التجارب السريرية على "سوبيرانا 02"، والتي أُجريت على 676 شخصاً - تراوح أعمارهم بين 19 و80 عاماً، أعلنت الدولة الكاريبية، قبل يومين، توقيع اتفاق مع إيران لنقل التكنولوجيا المتعلّقة بلقاحها، وإجراء المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية على البشر في الجمهورية الإسلامية؛ إذ وقّع معهد "فينلاي للتلقيح" (آي إف في) التابع للدولة، اتفاقاً مع معهد "باستور" الإيراني في هافانا سيسمح بـ"استكمال جمع الأدلّة السريرية للقاح سوبيرانا 02"، وبحصول "تقدّم سريع في كلا البلدين في (مجال) التحصين المناعي ضدّ كوفيد-19". وفي تغريدة على موقع "تويتر"، قال معهد "فينلاي"، الذي يعتبر واحداً من أقدم المعاهد الكوبية والمعروفة في مجال إنتاج اللقاحات، إن "التآزر الكوبي ـــ الإيراني سيمكّن البلدين من التقدّم بسرعة أكبر في ما يتعلّق بالتلقيح ضدّ فيروس سارس-كوف-2". الاتفاق الموقّع، وإن كان يُصنّف في خانة التعاون الكوبي ـــ الإيراني، فهو يحمل رسالة سياسية في طيّاته، ولا سيما أن الدولَتين الخاضعتين لحصار أميركي خانق، يُستثنى منه مجال الأدوية "ظاهرياً"، إلّا أنّ الولايات المتحدة غالباً ما تمنع شركات الأدوية العالمية من التبادل التجاري مع البلدين، وتهدّدها بـ"مطرقة" العقوبات. وهو ما كان قد عبّر عنه رئيس مركز المعلومات والعلاقات العامة في وزارة الصحة والتعليم الطبي الإيراني، كيانوش جهانبور، إذ أعاد نشر تغريدة لرئيس مركز الفكر الحواري الأميركي، مايكل شيفتر، قال فيها إنه "ليس مستغرباً أن تقوم كوبا وإيران بتطوير لقاح ضد كوفيد - 19.. كلتا الدولتين تعرّضتا لعقوبات أميركية قاسية، أدّت إلى الحدّ من فرص إنتاج لقاح كورونا والوصول إليه".
الإعلان عن الاتفاق أتى بعد نشر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، السيد علي خامنئي، تغريدة أعلن فيها "حظر استيراد لقاحات مصنّعة في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة"، معتبراً أن "لا ثقة فيها". إلى ذلك، يُعدّ "سوبيرانا 02" مشروع اللقاح الأكثر تقدّماً الذي يعمل عليه العلماء في مركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية في كوبا. كما يتم العمل على ثلاثة لُقاحات أخرى، أحدها "سوبيرانا 01".