لا تُفوّت كلّ من تل أبيب وأبو ظبي فرصة لرفع رصيد دونالد ترامب إلّا وتستغلّانها، وخاصة أنّ الرئيس الأميركي تنتظره انتخابات قريبة غير مرجّح فوزه بها أمام خصمه جو بايدن. وعلى رغم عشرات التقارير العبرية التي انتقدت تملّق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لدور ترامب في التطبيع مع دول خليجية، مقابل إغفاله دور مسؤولين إسرائيليين يعملون منذ عشرات السنين على هذا الملفّ، لا يزال نتنياهو ماضياً في السلوك نفسه.وفي هذا الإطار، استغلّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومعه وليّ عهد أبو ظبي محمد بن زايد، محادثة هاتفية بينهما، دعا فيها كلّ منهما الآخر إلى زيارته، ليعربا عن «تقديرهما الكبير للدور المهمّ الذي قامت به الولايات المتحدة الأميركية والرئيس دونالد ترامب في التوصّل إلى معاهدة السلام بين البلدين»، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام). كذلك، كشف نتنياهو أن «وفداً إماراتياً سيزور إسرائيل... وسنستقبله بالحفاوة نفسها التي استُقبل بها الوفد الإسرائيلي في أبو ظبي». وكان الرئيس الأميركي قد طالب وليّ عهد أبو ظبي، في محادثة هاتفية بينهما أول من أمس، بحثّ دول الشرق الأوسط على التطبيع مع إسرائيل على غرار الإمارات والبحرين.
على خطّ موازٍ، صادقت الحكومة الإسرائيلية، أمس، على اتفاق التطبيع المُوقّع أخيراً بين تل أبيب وأبو ظبي، على أن يصوّت عليه "الكنيست" يوم الخميس المقبل. وتزامن ذلك مع وصول أوّل رحلة مباشرة لسفينة شحن إماراتية من ميناء جبل علي في دبي إلى ميناء مدينة حيفا المحتلة. ومع وصول السفينة الإماراتية، يكون الخطّ البحري بين الإمارات وإسرائيل قد افتُتح رسمياً، بعدما أعلن في وقت سابق، مدير ميناء حيفا، مندي زلتسمان، اقتراب موعد وصول تلك السفينة، خلال اجتماع عقده بواسطة تقنية "الفيديو كونفرانس" مع نظرائه في الإمارات وسيريلانكا والهند قبل أسبوع. وأوضحت وسائل الإعلام العبرية أن السفينة التي أفرغت حمولتها صباح أمس في ميناء حيفا، حملت مواد الحديد وأجهزة إطفاء ومواد تنظيف وعتاداً إلكترونياً، مشيرة إلى أنها ستأتي كلّ أسبوع مُحمّلة بالبضائع من الإمارات. وتعليقاً على هذا التطوّر، كتب نتنياهو في حسابه على موقع «تويتر»: «نصنع التاريخ للمرة الأولى، دخلت الآن سفينة شحن إماراتية إلى ميناء حيفا»، مضيفاً إنه «فُتح محور تجارة جديد بين الإمارات وإسرائيل».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا