تتواصل المساعي الدبلوماسية لمحاولة استنقاذ المفاوضات الأفغانية المنعقدة في العاصمة القطرية، الدوحة، منذ منتصف الشهر الماضي، والتي لم تسفر بعد عن أيّ تقدُّم، في ظلّ تمسّك الطرفَين المفاوضَين، حكومة كابول وحركة "طالبان"، كلٌّ برؤيته للحلّ، الأمر الذي يعقّد الاتفاق حتّى على كيفيّة صياغة مدوّنة لقواعد السلوك التي ستوجّه المحادثات الأوسع، أي الاتفاق على صيغة لوقف إطلاق النار، ووضع خريطة طريق لتقاسم السلطة في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي المرتقب في ربيع العام المقبل.وسط هذه المراوحة، وصل الرئيس الأفغاني، أشرف غني، إلى العاصمة القطرية، يوم أمس، حيث يلتقي الأمير تميم بن حمد إلى جانب الوفد المفاوض باسم حكومته، والذي لا يزال مصرّاً على التفعيل الفوري لبند وقف إطلاق النار، على رغم رفض "طالبان" خسارة إحدى أوراقها الرابحة في مفاوضاتٍ يبدو أنها ستطول كثيراً. في هذا الوقت، لا تزال أعمال العنف متواصلة في أنحاء البلاد، حيث قُتل العشرات من الجنود الأفغان ومقاتلي الحركة في اشتباكات ضارية، كما خلّفت هجمات انتحارية عشرات القتلى على مدى الأسابيع الفائتة، وآخرها هجوم استهدف، يوم أمس، حاكم ولاية لغمان في شرق البلاد، رحمة الله يارمال، وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 30 آخرين.
يصرّ الوفد الحكومي على التفعيل الفوري لبند وقف إطلاق النار


زيارة غني التي جاءت في أعقاب أخرى قام بها الموفد الأميركي الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، إلى الدوحة، تهدف، بحسب مسؤولين تحدّثوا إلى "رويترز"، إلى الحصول على دعم قطر في إقناع "طالبان" بالموافقة على وقف إطلاق النار. وهي جاءت أيضاً بعد توقّف المحادثات بسبب الخلافات على كيفية صياغة مدوّنة لقواعد السلوك التي ستُوجِّه المحادثات الأوسع، في حين لم يتفاوض الطرفان بعد في شأن القضايا الرئيسة، بما في ذلك وقف إطلاق النار أو نوع الحكم في أفغانستان مستقبلاً. لكن عبد الله عبد الله، المسؤول الحكومي الأفغاني المكلّف بالإشراف على عملية السلام الجارية، أكّد أنه قد يكون هناك تقدّم في شأن الخلاف حول أيّ تفسير للإسلام يجب أن يُستخدم كإطار للقوانين في أفغانستان ما بعد الحرب؛ إذ يصرّ قادة "طالبان" على اتباع المذهب الحنفي للفقه الإسلامي السنّي، في حين يبدي المفاوضون الحكوميون قلقهم من أن يُستخدم للتمييز ضدّ أقلّية الهزارة الشيعية والأقلّيات الأخرى. كما يختلف الطرفان حول أثر اتفاق "طالبان" والولايات المتحدة على اتفاق السلام الجاري التفاوض عليه راهناً.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا