على مسافة أسبوعين من الجولة المفصلية التي تحشد لها الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي بغية تجديد حظر التسليح على إيران، شهد البيت الأبيض تغييراً في إدارة الملف الإيراني.استقال أمس مسؤول الملف، براين هوك، الذي يحمل صفة «المبعوث الأميركي الخاص للشأن الإيراني» في الخارجية الأميركية. لم تعرف بعد أسباب الاستقالة وإذا ما كانت خروجاً تاماً من إدارة دونالد ترامب، حيث بات معتاداً حدوث التغييرات المتسارعة وعدم ثبات الموظفين. لكن اللافت أن هوك استقال هو، ولم يُقل، وحدث الأمر بسلاسة، فيما عُيّن خلفه سريعاً: إليوت أبرامز. أياً تكن أسباب الاستقالة، فإن الأهم تعيين الأخير، وهو أحد صقور المحافظين الجدد، منحدر من عائلة يهودية، ولديه تاريخ حافل من التورّط في حروب الولايات المتحدة وانقلاباتها منذ عهد رونالد ريغان في الثمانينيات وصولاً إلى اليوم.
في كانون الثاني/يناير من العام الماضي، أخرج ترامب أبرامز (مواليد 1948) مما يشبه حياة التقاعد، معيداً إياه إلى العمل الدبلوماسي، عبر تعيينه مبعوثاً خاصاً إلى فنزويلا. تعيين «وزير خارجية الحروب القذرة»، كما يصفه البعض، دق ناقوص الخطر في فنزويلا، نظراً إلى تاريخه الحافل في تأييد الحروب والانقلابات في أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية والعراق وغيرها.
وبالفعل شهد ملف فنزويلا، في العام ونصف العام من إدارة الدبلوماسي المتطرف، تصعيداً خطيراً ضد نظام نيكولاس مادورو، استخدمت فيه مختلف الوسائل القذرة للضغط، أمنياً وإعلامياً واقتصادياً، على كاراكاس.
في توقيت حساس، لا تزال فيه الحملة الأميركية ضد إيران على أشدها، بل وتتصاعد في ظل الأعمال الأمنية الغامضة التي تشهدها إيران، وتتداخل الرهانات المتناقضة على الانتخابات الرئاسية الأميركية القريبة الموعد، ينظر إلى تعيين أبرامز على أنه ميل لواشنطن نحو تصعيد أكبر ضد طهران، وتعزيزاً للصقور من «حزب الحرب» الذين يتقدّمهم مايك بومبيو.