بعيداً هذه المرة من منطقة ناغورني قره باغ، المتنازع عليها بين البلدين، اندلعت اشتباكات بين قوات أذربيجان وأرمينيا، أمس، على الحدود، أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، فيما تبادل الجانبان الاتهامات حول المسؤولية عن بدء الاشتباكات.وبحسب بيان وزارة الدفاع الأذرية، فإن «القوات المسلحة الأرمنية شنت هجوماً بدعم مدفعي. وبعد هجوم مضاد، تراجعت ومنيت بخسائر». وأفاد بيان الوزارة بأن المعارك وقعت ظهراً في منطقة تافوش، شمال شرق أرمينيا، وقتل فيها عسكريان من أذربيجان وأصيب خمسة آخرون، قبل أن يلقى جندي ثالث حتفه متأثراً بجراحه.
في المقابل، خرجت في يريفان رواية مناقضة اتهمت باكو بشن «هجوم بالمدفعية بهدف الاستيلاء على مواقع» أرمنية، بحسب وزارة الدفاع الأرمنية التي أكدت الناطقة باسمها، سوشان ستيبانيان، عدم سقوط خسائر في صفوف قواتها وأنه «تم صدهم (القوات الأذرية) وتعرضوا لخسائر بشرية».
كان علييف قد هدّد باللجوء إلى السلاح والانسحاب من المفاوضات


وعلّق رئيس أذربيجان إلهام علييف، على اشتباكات أمس بالقول: «المغامرة العسكرية لأرمينيا تهدف إلى جر المنظومة السياسية - العسكرية التي تنتمي إليها، إلى النزاع»، في إشارة إلى روسيا، الحليفة العسكرية لأرمينيا في إطار «منظمة معاهدة الأمن الجماعي». واتهم علييف أرمينيا بتعزيز مواقعها العسكرية على الحدود وقصف أهداف مدنية في أذربيجان «بانتظام». ودعا مستشار علييف، حكمت حجييف، «المجتمع الدولي» إلى «توجيه إدانة شديدة لأرمينيا»، معتبراً ما حصل «دليلاً آخر على استهتار نظام يريفان تجاه حل المشاكل بين البلدين سلمياً».
يضرب الصراع بين البلدين عميقاً، ويعود النزاع على ناغورني قره باغ لثلاثة عقود، المنطقة التي يسكنها أرمن وتعلن استقلالاً منذ 1991، من طرف واحد، تعترف به أرمينيا. الجدير ذكره أن اشتباكات أمس أتت بعد تصريح لرئيس أذربيجان، الثلاثاء الماضي، هدد فيه باللجوء إلى السلاح والانسحاب من المفاوضات المتعثّرة التي ترعاها مجموعة «مينسك» (تضم وسطاء دوليين وتشارك في رئاستها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة) منذ وقف إطلاق النار بين الجانبين في عام 1994.