أعاد الاتحاد الأوروبي، أمس، فتح حدوده أمام المسافرين من 15 بلداً، لكن ليس بينها الولايات المتحدة التي تشهد انتشاراً لفيروس «كورونا» المستجد مجدداً، بعد ستة أشهر من اكتشاف أول تجمّع للإصابات في الصين. ومن الدول التي استُبعدت: روسيا والبرازيل، وكذلك الولايات المتحدة حيث تجاوز عدد الوفيات اليومية الألف، أوّل من أمس، للمرة الأولى منذ العاشر من حزيران/ يونيو. يأتي ذلك فيما حذّرت منظمة الصحة العالمية، من أنّه بوجود حوالى 10,4 ملايين إصابة معروفة في العالم، فإنّ الوباء «لم يقترب حتى من نهايته».في غضون ذلك، فرضت ولايات أميركية عدّة الحجر الصحّي لمدة 14 يوماً، على المسافرين القادمين من ولايات أخرى. وفي الولايات المتحدة أيضاً، أعلن المرشح الديموقراطي للرئاسة جو بايدن أنّه لن يعقد تجمّعات خلال تفشي الوباء، في خطوة تتناقض بشكل واضح مع نشاط الرئيس دونالد ترامب، الذي حضر مهرجانات انتخابية عديدة في حملته الانتخابية حالياً. ووجّه نائب الرئيس السابق البالغ من العمر 77 عاماً، انتقادات حادّة لطريقة معالجة خصمه الجمهوري في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر لانتشار فيروس «كورونا» المستجد، وقال إن الرئيس الجمهوري «أفشلَ» البلاد. كذلك، أضاف بايدن: «إنها أكثر حملة غير عادية في التاريخ الحديث». وقال: «سأتبع أوامر الطبيب ــــــ ليس من أجلي وحدي بل من أجل البلاد ـــــ وهذا يعني أنني لن أقوم بتنظيم مهرجانات» انتخابية.
وسجّلت الولايات المتحدة، أوّل من أمس، أكثر من 46 ألف إصابة جديدة بـ«كورونا»، في أكبر زيادة يومية منذ بداية الجائحة، بينما سجّلت أمس حوالى 23 ألف حالة. وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن إجمالي عدد المصابين بفيروس «كورونا» المستجد في الولايات المتحدة بلغ مليونين و751 ألف شخص، مضيفة إنّ عدد الوفيات ارتفع أمس 268، ليصل الإجمالي إلى 130,390.
وفي وقت سابق، أظهر تحليل أعدّته «رويترز» أنّ حالات الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، زادت لأكثر من مثليها في 10 ولايات أميركية في شهر حزيران/ يونيو. وسجّلت ولاية أريزونا أكبر قفزة في أعداد الإصابات خلال الشهر، فزادت بنسبة 294 في المئة، تلتها ساوث كارولاينا ثم أركنسو. وزادت الإصابات لأكثر من مثليها، كذلك، في ألاباما ونيفادا ونورث كارولاينا وأوكلاهوما وأوتا. وعلى مستوى البلاد، زادت حالات الإصابة بنسبة 43 في المئة على الأقل، وارتفعت الوفيات بنسبة 20 في المئة، وبعض الولايات لم تسجّل حالات اليوم.
وفي واشنطن، حذّر أنطوني فاوتشي، العضو في فريق عمل ترامب لمكافحة وباء «كوفيد ــــــ 19»، الكونغرس من أنه «من الواضح أننا لا نسيطر (على الوباء) بالكامل الآن». وأضاف: «لن أفاجأ إذا ارتفع العدد إلى 100 ألف يومياً إذا لم يتغير ذلك». وشدّد فاوتشي على أنّ الارتفاع المقلق في ولايتَي تكساس وفلوريدا، يرفع عدد الإصابات اليومية على المستوى الوطني إلى أكثر من 40 ألفاً، مؤكداً ضرورة الحد منها بسرعة لتجنّب تصاعد في الوباء في أماكن أخرى من البلاد. وقال فاوتشي إنه «قلق للغاية وليس راضياً عمّا يجري لأننا نسير في الاتجاه الخاطئ». يأتي ذلك فيما رفعت ولايات نيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكت، إلى 16 عدد الولايات الأميركية التي فرض على سكّانها الحجر الصحي لمدة 14 يوماً، إذا قاموا بزيارة أي من الولايات الشمالية الشرقية.
حذّر فاوتشي من أنه «من الواضح أننا لا نسيطر (على الوباء) بالكامل الآن»


في هذه الأثناء، وضع الاتحاد الأوروبي اللمسات الأخيرة على لائحة الدول التي اعتبر أن الوضع الصحّي فيها آمن، بدرجة كافية للسماح للمسافرين منها بدخول التكتّل. وبينما استُبعدت روسيا والبرازيل والولايات المتحدة، فقد ضمّت اللائحة الجزائر وأوستراليا وكندا واليابان وجورجيا ومونتينيغرو (الجبل الأسود) والمغرب ونيوزيلندا ورواندا وصربيا وكوريا الجنوبية وتايلاند وتونس والأوروغواي. وسيتم السماح بدخول المسافرين من الصين، حيث ظهر الفيروس لأوّل مرة العام الماضي، شرط أن تردّ بكين بالمثل وتفتح الباب للمقيمين في الاتحاد الأوروبي.
ويشكّل تخفيف القيود على الحدود، الذي ستجري مراجعته خلال أسبوعين ويترك للدول الأعضاء تنفيذه، محاولة للمساعدة في إنقاذ قطاع السياحة المنهك في القارة العجوز، بعدما خنقته إجراءات حظر السفر غير الضروري منذ منتصف آذار / مارس.
( رويترز، أ ف ب)