حضّت عائلة فلويد الأميركيين على الاستمرار في رفع أصواتهم للمطالبة بالتغيير بطرق سلمية
ماتيس الذي آثر الصمت منذ استقالته، شن هجوماً غير مسبوق على الرئيس، متهماً إياه بالسعي إلى «تقسيم» الولايات المتحدة. واعتبر أنّ «دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الأميركيين، بل إنه حتّى لا يدّعي بأنّه يحاول فعل ذلك... بدلاً من ذلك، فإنه يحاول تقسيمنا». ولم يتأخّر ترامب عن الرد، مرسلاً تغريدة وصف فيها ماتيس بأنه «الجنرال الذي يحظى بأكبر تقدير مبالغ به في العالم». وكتب: «ربما كان الشيء الوحيد المشترك بيننا وبين (الرئيس السابق) باراك أوباما هو أننا تشرّفنا بطرد جيم ماتيس» (أقال أوباما ماتيس من قيادة القيادة المركزية في 2013 بسبب مواقفه البالغة التشدُّد حيال إيران).
وفي الساعات الأولى من صباح يوم أمس، انحسرت الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة، بعدما وجّه المدعي العام لولاية مينيسوتا، كيث إليسون، اتهامات جنائية جديدة لضباط شرطة مدينة مينيابوليس الأربعة المتهمين بقضية قتل جورج فلويد. ديريك شوفن، الشرطي الذي خنق الرجل الأربعيني بركبته، وبعدما أعيدت صياغة الاتهامات الموجهة إليه، اتهم بجريمة قتل من الدرجة الثانية، أي «القتل عن غير سابق تصميم»، والتي يعاقب عليها القانون بالسجن 40 عاماً. أما الشرطيون الثلاثة الآخرون، فيلاحقون بتهمة المساعدة والتحريض على ارتكاب جريمة القتل. وكان توقيف الشرطيين الأربعة في صلب مطالب الحركة الاحتجاجية المناهضة لوحشية الشرطة والعنصريّة. وفي بيان شكرت فيه المتظاهرين، وصفت عائلة فلويد التوقيفات والاتهامات الجديدة بأنها «لحظة عزاء رغم الحزن» و«خطوة مهمّة في مسار العدالة». وحضّت العائلة الأميركيين على الاستمرار في «رفع أصواتهم للمطالبة بالتغيير بطرق سلمية». لكنّ كثراً رحبوا بقرار الادعاء باعتباره «تطوراً مشجعاً» ضمن صراع أوسع، بينما قال بن كرومب، محامي العائلة: «هذه خطوة مهمَّة إلى الأمام على طريق العدالة، ويسعدنا أن هذا الإجراء المهمّ قد تم رفعه قبل دفن جثة جورج فلويد».
هذا التطوّر، وإن كان متوقّعاً، سيبيِّن في مقبل الأيام، ما إذا كانت الحركة الاحتجاجية قد نضجت لتتجاوز هذه الجريمة إلى ما هو أكبر وأعمق مِن قتل رجلٍ أعزل في وضح النهار، أي طرح إشكالية العنصرية المترسِّخة منذ قرون في المجتمع الأميركي والضغط لمعالجتها (وإن في النصوص التي لا تُجرِّم حتّى خطاب الكراهية)، أم أنّها مجرَّد جولة ستنتهي على غرار سابقاتها، في انتظار جريمة جديدة تهزّ أميركا، وإن كانت حسابات الانتخابات الرئاسية غير بعيدة، ما قد يفرض استغلالاً أمثل لما يجري على الأطراف.