في خطوة لافتة، اجتمع «المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية» (الكابينِت) لبحث تداعيات هجمات سيبرانية استهدفت قبل أسبوعين البنية التحتية لشبكات المياه الإسرائيلية، كما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، قبل أن تنسب في وقت لاحق شبكة «فوكس نيوز» الأميركية الهجوم إلى إيران، رغم أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لم تكن قد حددت بعد الجهة التي تقف وراءه. الشبكة الأميركية اتهمت إيران باستخدام «خوادم أميركية لشن هجوم إلكتروني على مرافق المياه والصرف الصحي في إسرائيل»، فيما نقلت عن مسؤول في وزارة الطاقة الأميركية أن «الولايات المتحدة ملتزمة حماية نفسها وحلفائها من أي هجمات... يجري تحقيق في ظروف الهجوم». أمّا «يديعوت»، فكشفت عن «تعرض سلسلة منشآت مياه لهجوم إلكتروني»، مشيرة إلى أنه «لم يُعرف إذا ما تم الاستيلاء على أنظمة التشغيل فيها، أم أنه تعطلت عمليات الضخ».
مسؤولون إسرائيليون: الهجوم تصعيد كبير من الإيرانيين وتجاوز للخط الأحمر

صحيح أن الهجوم الإلكتروني قد لا يكون الأول من نوعه، لكنه شُنّ ضد منشآت مدنيّة، كما أنها المرة الأولى التي يجتمع فيها «الكابينِت» سراً (الخميس الماضي)، مطالباً الوزراء والأعضاء فيه بالتوقيع على استمارات تلزمهم الحفاظ على سرية المناقشات التي دارت خلال الجلسة. انعقاد المجلس بحدّ ذاته لبحث هجوم من هذا النوع يطرح تساؤلات حول طبيعة الهجمة السيبرانية ونتائجها، والرسائل التي تلقّفها العدو، إذ إن الاجتماع في ظل حالة من السريّة يشي بأن المستوى الأمني في تل أبيب ينظر بخطورة كبيرة إلى الأمر، وخاصة آفاق هذه المعركة وتداعياتها.
برغم أن القناة الـ 13 العبرية نقلت عن مسؤولين أن «الهجوم الإلكتروني لم يتسبب في أي أضرار كبيرة، فيما لحق ضرر بمنشآت المياه التابعة لبعض المجالس المحلية»، فإن مناقشة الهجوم على مستوى «الكابينِت» إشارة واضحة واعتراف من العدو بتمتع طهران بمزايا وقدرات كبيرة في الحقل السيبراني الذي تتمتع إسرائيل بقدرات نوعية فيه، ما يمكن أن يفتح ساحة مواجهة واسعة ومختلفة. ضمن هذا الإطار، شدد المسؤولون أنفسهم على أن «إسرائيل تنظر إلى الهجوم كتصعيد كبير من جانب الإيرانيين وتجاوز للخط الأحمر، وخاصة أن المرافق المائية المستهدفة هي منشآت مدنية». كما نقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن «ما حدث تجاوزٌ لكل المعايير الأخلاقية حتى في الحرب. لم نتوقع ذلك حتى من الإيرانيين أنفسهم». وأشارت القناة نفسها إلى أن «إسرائيل تبحث في سبل الرد»، مرجحة أن «يواجه ذلك بهجوم سيبراني مضاد ومماثل بالحجم»، لكنها استدركت: «تبادل الضربات على المستوى السيبراني يمكن أن يخرج عن السيطرة ويتحول إلى تبادل ضربات عسكرية».