الفيروس يقتل أميركيين يُترَكون خارج التعداد الرسمي لحصيلة الوفيات المتزايدة
مثل المعركة الأوسع ضدّ الفيروس، تمّت إعاقة المهمة الأساسية لعدّ الضحايا، عبر اعتماد نهج مرقّع يعكس فوضى مستفحلة، إذ تستخدم الولايات الأميركية بروتوكولات غير متناسقة وتكافح وسط نقص حادّ في الموارد، تركها تتقاتل في ما بينها من أجل الحصول على الإمدادات الطارئة. دفع ذلك الحكام إلى فرض قيود مثل الحجر الصحي الإلزامي على الولايات المجاورة؛ فأقامت فلوريدا نقاط تفتيش لتحديد السيارات القادمة مِن نيويورك ولويزيانا، فيما قرّر مسؤولو تكساس فحص السائقين الذين يدخلون مِن لويزيانا، وظلّت ولاية نيويورك مركز انتشار المرض، وسط توقّعات بأن تصل إلى ذروة تفشّي الوباء هذا الأسبوع، والتقدير لحاكمها. ويلفّ الفيروس، حالياً، المدن والضواحي المكتظّة بالسكان في نيوجيرسي، وقد انتشر في جميع الولايات الخمسين، حيث تتضاعف الإصابات في مدن مثل لوس أنجلس وميامي ونيو أورلينز، كل يومين إلى خمسة أيام. استناداً إلى تلك المعطيات، دعا عدد من حكّام الولايات البيت الأبيض إلى وضع استراتيجيّة وطنيّة لاحتواء التفشّي السريع للفيروس. حاكمة ولاية ميشيغان، غريتشن ويتمر، قالت لـ«فوكس نيوز» إن «غياب استراتيجيّة وطنيّة تُطبَّق على أساسها سياسة واحدة في البلاد خلافاً لسياسات متفرّقة في كلّ ولاية تعتمد على مَن هو الحاكم كما هو حاصل الآن، هو أمر أعتقد أنه يزيد من خطورة الوضع بشكل يتسبب ببقاء الوباء لوقت أطول ويؤدي إلى مرض المزيد وخسارة مزيد من الأرواح».
وفي أول مراجعة تجريها الحكومة الأميركية لقدرة المستشفيات على التعامل مع تفشّي الفيروس، أكّد محقّقو وزارة الصحة، أمس، أن المرافق الطبية على مستوى البلاد تواجه «تحديات كبيرة»، منها النقص في المعدات الطبية ومعدات الحماية الشخصية فضلاً عن العاملين. وفي ما يتعلق بالفحوص وعلاج المرضى، لا تمتلك المرافق قدرات تخوّلها التعامل مع ارتفاع أعداد الإصابات، ما يؤثر نفسيّاً على الأطباء والممرضين، وفقاً لما ذكره المحقّق العام في وزارة الصحة والخدمات البشرية، في تقرير استند إلى مسح شمل 323 مستشفى في الفترة مِن 23 إلى 27 آذار.
ومع تجاوز عدد الوفيات العشرة آلاف، حذّر كبير العلماء الأميركيّين العاملين في مكافحة الفيروس في الإدارة الأميركية، أنطوني فاوتشي، من «تفاقم» وشيك للوباء، داعياً الأميركيين إلى الاستعداد لـ«أسبوع سيّئ». كذلك، حضّر المدير الفدرالي لخدمات الصحة العامة، جيروم آدامز، الرأي العام للأسوأ، قائلاً: «الأسبوع المقبل سيكون أشبه بلحظة بيرل هاربِر، بلحظة 11 أيلول/ سبتمبر، إلا أنّه لن يكون في مكان واحد». لكنّ الرئيس الأميركي وجد نبرةً أكثر تفاؤلاً: «أميركا قوية... الضوء في نهاية النفق».