تركيبة الحكومة
وكانت الخلافات بين الطرفين قد تمحورت حول ثلاث قضايا رئيسية: هوية رئيس الكنيست المقبل، ووزير القضاء المقبل، ومسألة فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة المحتلة بموجب «صفقة القرن» الأميركية. ومن الحلول المطروحة تعيين الوزير ياريف لفين رئيساً للكنيست (لاحقاً)، فيما قد يحظى رئيسه السابق، يولي إدلشتاين، بوزارة التعليم بعدما أخفق في عودته إلى المنصب نتيجة معارضة «أزرق أبيض». وفي ما يتعلق بوزارتي القضاء والأمن الداخلي، تم التوصل إلى صيغة وسط يتم بموجبها تعيين الوزير من معسكر ونائبه من المعسكر الآخر، على أن يتم اتخاذ القرارات المتعلقة بالمسائل المهمة بالتوافق، ليكون الطرفان قد تعادلا في إنتاج القرارات. ويبدو أن هذا الاختراق تحقق بعدما تجددت المفاوضات أول من أمس بعد توقف لأيام، وقد استهلها «الليكود» بالمطالبة بإنشاء مقر إقامة لنائب رئيس الحكومة على نفقة الدولة، إذ طلب إضافة بند يتضمن هذا الشرط على مسودة الاتفاق. وفي ضوء ذلك، سيستمر غانتس بالإقامة في منزله حتى توليه منصب رئيس الحكومة، بموجب اتفاق التناوب.
استطاع نتنياهو كسر تحالف غانتس واستبعاد ليبرمان وضمان مستقبله
وفق التقارير الإعلامية الإسرائيلية، تضمن الاتفاق المرتقب أن تضم الحكومة 30 وزيراً على الأقل، بينهم 15 من كتلة اليمين، الأمر الذي سيمنع تعيين أعضاء كنيست من تحالف أحزاب اليمين المتطرف «يمينا» في حقائب مهمة، فيما حاول رئيس التحالف، نفتالي بينِت، استكشاف وضع تحالفه في الحكومة الآخذة بالتشكّل، خلال محادثة هاتفية مع نتنياهو، لكنه لم يحصل على إجابة واضحة في هذا المجال. ورغم أن هذا التكتل وقف إلى جانب نتنياهو الذي عطل تأليف الحكومة طوال الأشهر الماضية، فإن مصدراً في «الليكود» لفت إلى أن نتنياهو لم يقرر بعد هل سيكون «يمينا» جزءاً من الحكومة. ومن جهة أخرى، عاد نتنياهو إلى الحجر الصحي بعدما تبين أن وزير الصحة، الحاخام يعقوب ليتسمان، مصاب، وانضم إليه هذه المرة رئيس «الموساد»، يوسي كوهين، نتيجة اجتماعهما به.
في كل الأحوال، الواضح أن نتنياهو نجح في تسجيل إنجاز سياسي نوعي تمثل في تسليم خصومه أنه لا رهان على إسقاطه سياسياً أو شعبياً أو قضائياً، بل استدرج بعض خصومه للمشاركة في حكومة برئاسته، وقد حقَّق ذلك من دون تقديم تنازلات تهدد مستقبله السياسي والشخصي. واستطاع أيضاً بعد سنة ونصف من الكباش السياسي تفكيك «أزرق أبيض»، إضافة إلى الانتقام من خصمه، رئيس «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، الذي لعب دوراً أساسياً وحاول أن يكون «بيضة القبان»، بل بدا على مستوى النتائج أن غانتس استغل دور ليبرمان في تعطيل تأليف حكومة يمينية، وتحويل ذلك إلى منصة للقفز إلى رئاسة الكنيست، ومن هناك إلى رئاسة الحكومة، في حال نفذ نتنياهو وعوده.
نتنياهو يستعرض فيديو كاذب!
عرض نتنياهو أمام وزرائه، الإثنين الماضي، تقريراً زعم فيه أن معلومات وصلته تفيد بأن إيران تخفي عن العالم معلومات حول حجم الوفيات بـ«كورونا». وفي محاولة للاستدلال، استعرض مقطع فيديو قدمه رئيس «مجلس الأمن القومي»، مئير شبات، ثم تبيّن أن «هيئة الأمن القومي» حصلت عليه من شبكات التواصل الاجتماعي، وهو مأخوذ من مسلسل هوليوودي عام 2007 باسم «بندميك»، أي «وباء»، كما ذكرت التقارير الإسرائيلية. حاول نتنياهو أن يُثبت أن طهران تخفي حجم ضحاياها نتيجة الوباء، لكن محاولته باءت بالفشل. ولم ينفِ مكتب نتنياهو ما حدث خلال الاجتماع، بل قال: «الفيديو استعرض أمام وزير الأمن بينت، والطاقة يوفال شطاينيتس، وحماية البيئة زئيف إلكين، بعدما عبّروا عن اهتمامهم به. وذُكر بوضوح أنه مقطع من شبكات التواصل وليس واضحاً مدى مصداقيته».