أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مأساة سفينة «زاندام» العالقة في المحيط الهادئ منذ 14 آذار/ مارس الماضي، وعلى متنها مصابون بفيروس «كورونا»، عندما علِم بوجود أميركيين على متنها،. معلناً أن بلاده «أرسلت طواقم طبيّة لإجلاء ركّاب السفينة». كان يفترض أن تكون السفينة وصلت إلى ميناء «فورت لودرديل» في فلوريدا ظهر اليوم، بعدما منعتها دول عديدة في أميركا اللاتينية من الرسوّ في موانئها بسبب تفشّي فيروس «كورونا» على متنها، ما دفع الشركة المالكة للسفينة إلى إرسال سفينة أخرى هي «روتردام» لمساعدة ركاب «زاندام». وقال ترامب إن «هذه الطواقم ستتولّى عملية إنزال الركّاب وإرسال الأجانب منهم إلى بلادهم... لكن علينا أن نساعد هؤلاء الناس. إنّهم في وضع صعب للغاية».التحرك الأميركي جاء متأخراً، إذ إن السفينة التي طالت رحلتها في المحيط الهادئ لأيام، سجّلت 4 حالات وفاة من جرّاء الفيروس، بين ركابها البالغ عددهم نحو 1800. كذلك فإن ركابها وجّهوا عشرات النداءات للسلطات، لكنّ أحداً لم يسمع. وكان حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، رفض في بادئ الأمر السماح للسفينتين بالرسوّ في ولايته، لكنّ ترامب تعهّد، الثلاثاء، بإقناع حليفه بتغيير رأيه. ومساء الأربعاء قال الحاكم لشبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية، إنّه لم يكن يعلم بوجود أميركيين في عداد الركّاب، مشيراً إلى أنّه «غيّر رأيه بعدما علم بذلك».
من جهتها، قالت شركة «هولاند أميركا لاين»، في بيان، الأربعاء، إنها «تنتظر الحصول على تأكيد» من جانب السلطات المحلية على أن إنزال الركاب سيتم فعلاً في فورت لودرديل. وأوضحت أنه في حال حدوث ذلك، فستتم إعادة حوالى 1200 راكب إلى بلدانهم على متن طائرات ستستأجر لهذه الغاية، سينقلون إليها على متن حافلات ستعقّم وتجهز لتقليل مخاطر الاختلاط بين الركاب. أما في ما يتعلق بالبقية، فهناك وفق الشركة 45 شخصاً يعانون من أعراض طفيفة سيوضعون في الحجر الصحي إلى حين تعافيهم، و10 مرضى بحال حرجة سينقلون إلى المستشفى لتلقي العلاج.

رحلة محفوفة بالمخاطر
كانت السفينة قد دخلت البحر الكاريبي متوجهة إلى الولايات المتحدة بعد عبورها قناة بنما، لكن بقيت وجهتها غير مؤكدة بعد أن قالت الشركة المشغلة لها إنها لا تزال تبحث عن ميناء يسمح برسوّها. وعبرت سفينة شركة «هولاند أميركا لاين» قناة بنما من ناحية المحيط الهادي ليلاً. وتبعتها بعد نحو ساعتين السفينة الشقيقة «روتردام» التي أرسلتها الشركة من سان دييغو لنقل المسافرين غير المصابين على متنها.
صحيفة «ذي غارديان» البريطانية كانت قد كشفت أواخر الأسبوع الماضي عن تفاصيل ما يحدث في السفينة، إذ قالت إنه «تمَّ عزل المئات من مواطني أستراليا وبريطانيا في غرفهم على متن الباخرة»، وتجري «عملية نقل من قارب إلى قارب لبعض المسافرين الأصحاء إلى سفينة روتردام». لكنها أضافت أن «هناك مخاوف من ترك الركاب والمرضى المسنين وأفراد الطاقم عالقين في البحر أثناء تفشّي الوباء، مع عزل البعض في مقصورات صغيرة رطبة من دون ضوء طبيعي أو هواء نقي».