أعلن مسؤول في الحكومة الأفغانية اليوم الجمعة، أن اتفاق «خفض العنف» بين حركة «طالبان» الأفغانية، والولايات المتحدة والقوات الأمنية الأفغانية، سيبدأ تنفيذه غداً السبت.ويأتي ذلك قبل توقيع اتفاق محتمل بين واشنطن والحركة، كان قد أعلن عنه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في أفغانستان جواد فيصل، إن «خفض العنف سيبدأ اعتباراً من 22 شباط/ فبراير وسيستمر لأسبوع»، وفق ما نقلت عنه وكالة «فرانس برس»؛ فيما امتنعت «طالبان» عن الرد فوراً، كما رفضت القوات الأميركية التعليق.
يأتي ذلك بعدما أعلن بومبيو أن بلاده تستعد للتوقيع على اتفاق مع «طالبان» في 29 شباط/ فبراير، مبني على تفاهم تم التوصل إليه لـ«خفض العنف» في أنحاء أفغانستان.
وأفاد بومبيو في بيان صدر عقب زيارة أجراها إلى السعودية، اليوم الجمعة: «بناءً على تطبيق ناجح لهذا التفاهم، يتوقّع أن يمضي التوقيع على الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان قدماً».
وقال إن المفاوضات الداخلية بين الأفغان «ستبدأ بعد وقت قصير من توقيع الاتفاق بين واشنطن وطالبان المرتقب في الدوحة»، مضيفاً أنهم «سيتوصلون بناءً على هذه الخطوة الأساسية إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار وخارطة طريق سياسية مستقبلية لأفغانستان».
كذلك، أكد الوزير الأميركي أنه لا تزال هناك تحديات لكن التقدّم الذي تم إحرازه حتى الآن «يعطي أملاً ويشكّل فرصة حقيقية. تحض الولايات المتحدة جميع الأفغان على اغتنام هذه اللحظة».
وفي حال تطبيق الهدنة الجزئية فستكون خطوة تاريخية خلال أكثر من 18 عاماً من النزاع في أفغانستان، ويمكن أن تمهد الطريق أمام اتفاق قد يتيح «إنهاء الحرب». وتجري الولايات المتحدة منذ أكثر من عام محادثات مع «طالبان» سعياً للتوصل إلى اتفاق يسمح لها بسحب آلاف من جنودها مقابل ضمانات أمنية والتزامات من الحركة.
إلى ذلك، رحّبت روسيا بإعلان بومبيو عن توقيع اتفاق قريباً بين الولايات المتحدة «طالبان»، معتبرة أنه «حدث مهم» من أجل السلام في أفغانستان.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية «ريا نوفوستي» عن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفغانستان زامير كابولوف، قوله إن ذلك «سيكون حدثاً مهماً لعملية السلام في أفغانستان»، مضيفاً أن «موسكو تأمل ألا يقف أي شيء في طريق الاتفاق، وحثّ جميع الأطراف في أفغانستان على بدء الحوار بعد إبرام الاتفاق».
ونقلت الوكالة عنه قوله إن «العمل الحقيقي سيبدأ بعد ذلك... هذه المرحلة مهمة بالنسبة إلينا. ولهذا السبب فإن توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان ضروري ومهم».